Charles Darwin: Hayatı ve Mektupları (Birinci Bölüm): Charles Darwin Tarafından Bir Otobiyografi Bölümü ile
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Türler
والآن، تدفعني رغبتي في أن أسهب في تصوير شخصية من الشخصيات التي أحبها جميع أبناء تشارلز داروين بكل صدق إلى أن أعرض هنا خطابا قد كتبته ابنة عمه الآنسة جوليا ويدجوود إلى مجلة «ذا سبيكتاتور» (3 سبتمبر 1881).
إن الوصف الذي قدمه السيد كارلايل، الذي قد أعجب الجميع ممن أحبوا الشخصية الأصلية، يعبر ولا شك عن قدر كبير من التميز، مما يستدعي بعض كلمات الإشادة والتقدير، لا سيما وأن الشخص الذي يصفه قد توفي بالفعل. إن إيرازموس، الأخ الوحيد لتشارلز داروين، والصديق المخلص والمحب للسيد كارلايل وزوجته، قد خلف من بعده دائرة من الراثين الذين لا يعوزهم الثناء من كاتب لامع كي يعطروا ذكرى هذا الشخص العزيزة إلى قلوبهم، غير أن ذلك الثناء قد أثار دون شك اهتمام دائرة أوسع، تلك التي ربما استقبلت هذه الذكرى بانتباه شديد قد خلف لديها انطباعا فريدا لا يمحى، بالرغم من أنه خلف في قلوب أناس لا يستطيعون أن ينقلوه؛ ولهذا، فلا بد أنه سيتلاشى سريعا معهم. وهم يتذكرون ذكراه بتقدير يليق بعبقري؛ فهو قد أثرى الحياة وزاد من حلاوتها، وشكل نقطة التقاء مشتركة لمن لم يكن لهم غيرها، وبأثر ذكراه القوي الفواح بالفردانية، عزز من احترام ما يتميز به البشر من خصوصية وتفرد في طبائعهم، وهي التي بدونها، يصبح الحكم الأخلاقي قاسيا وسطحيا دائما، وظالما في معظم الأحيان. لقد كان كارلايل يجد متعة خاصة في رفقة إيرازموس داروين التي تجمع بين الحيوية والسكينة، اللتين كانتا تبعثان فيمن يكون في رفقته حالة من التحفيز والهدوء في الوقت نفسه، ولم يكن ما قاله كارلايل عن إيرازموس بعد موته، هي المرة الأولى التي يتضح فيها ما كان يكنه له من تقدير ومودة؛ إذ لا تزال خطاباته التي تعبر عن القلق والتي كتبها قبل ما يقرب من ثلاثين عاما، حين كان يهدد حياته الواهنة التي طالت حتى الشيخوخة، مرض عضال، حاضرة في ذاكرتي. لقد جمعت بينه وبين كارلايل وزوجته علاقة صداقة دافئة. وأنا أتذكر جيدا أنها قد أبدت اعتراضا مثيرا للضحك، حينما عبر إيرازموس داروين عن تفضيله للقطط عن الكلاب؛ إذ إنها قد اعتبرت ذلك إهانة لكلبها الصغير «نيرو»، وتشي النبرة التي كان عليها ردها الذي قالت فيه: «أوه، لكنك مولع بالكلاب! إنك رقيق للغاية، فلا يمكن ألا تكون مولعا بها!» بأنها رأت منه الكثير من الأفعال التي تنم عن الكرم والطيبة، والتي كانت تتذكرها بامتنان. وقد جمعته علاقة حميمة كذلك بهاريت مارتينو، التي كان أصدقاؤها، كأصدقاء السيد كارلايل، لا يشعرون دوما بالفخر لوجودهم في معيتها. وقد سمعته غير مرة يدعوها بصديقتي المخلصة، ودائما ما كان ذلك يبدو لي أنه ثناء غريب على شيء ما في تلك الصداقة، لم يكن يقدمه سواه، غير أنني أعتقد أنها إن كانت قد كتبت عنه على الإطلاق، فقد كان ذكره سيحف بحرارة التقدير، وكان سيشكل نقطة التقاء غريبة ونادرة مع غيره مما يرد في كتاب «ذكريات»؛ فسوف يوجد الكثير من التشابهات والكثير من الاختلافات كذلك. من غير الممكن أن ننقل طابع إحدى الشخصيات، وإنما يمكننا أن نحاول طرحه فقط من خلال الشبه، وإنه لتمثيل فريد لتلك المفارقة التي تحكم مشاعرنا أو توجهها، أنني حين أحاول تقديم الرجل الذي يبدو أنه أكثر من أحبه كارلايل بخلاف أهله، فلا يمكنني أن أقول أي شيء أكثر توضيحا من أنه يبدو لي أنه يشترك في بعض السمات مع الرجل الذي لم يكن يحظى بتقدير كارلايل. في رأيي، إن عالم إيرازموس داروين كان يتمتع بالجاذبية التي كانت تتمتع بها كتابات تشارلز لام؛ إذ نجد فيه ذلك النوع نفسه من المرح وخفة الظل والرقة وربما العيوب نفسها. وعلى جانب آخر من طبيعته، لطالما ذكرني به حس الدعابة الغريب الرقيق والتعصب السطحي وتلك الينابيع العميقة من الشفقة وذلك المزيج العجيب من الحنق والسخرية المبهجة، البعيد كل البعد عن الازدراء، التي تميز الحوارات القديمة التي كان السير آرثر هلبس يكتبها على لسان شخصيته إلزمير. ولعلنا نتذكر هذه الطباع بوضوح فائق؛ لما كان هذا الشبه هو كل ما يتبقى منها. إن طباع المرء وشخصيته ليست مركبة فيه، وما نفقده بسبب ضعف قدرتنا على التعبير عن طباعنا، يبدو أننا نستعيده مرة أخرى من خلال وضوح تلك الطباع. لقد توفي إيرازموس داروين وهو في سن كبيرة، غير أن ذاكراه ما تزال تفوح برائحة نضارة الشباب؛ إذ كان وجوده ينشر قدرا كبيرا من السعادة، من ذلك النوع المرتبط بالشباب، على العديد ممن هم حوله، ومنهم هذا القلم اللامع الذي تكفي شهادته لوضع هذا الإكليل الذاوي على قبره، بالرغم من أنها لا تشي بالتأكيد بالرغبة في ذلك.
إن الصفحات السابقة قد قدمت، على نحو سريع، قدرا كافيا قدر الإمكان من المعلومات عن الأسرة التي نشأ فيها تشارلز داروين، وهي تصلح كمقدمة لسيرته الذاتية التي سترد في الفصل التالي.
الفصل الثاني
سيرة ذاتية
[إن ما كتبه أبي من ذكريات تتعلق بسيرته الذاتية، التي تظهر في الفصل الحالي، كان قد كتبه لأبنائه، ولم يكن يخطر بباله قط حينها أنها سوف تنشر. وقد يبدو ذلك للعديد من الأشخاص على أنه أمر محال، أما من يعرفون والدي، فسوف يتفهمون أنه أمر ممكن جدا، بل طبيعي أيضا. وقد جاءت هذه السيرة الذاتية تحت عنوان «ذكريات عن تطوري الذهني والشخصي»، وهي تنتهي بالملاحظة التالية: «3 أغسطس 1876. لقد بدأت في كتابة هذه السيرة التي تسرد أحداث حياتي في الثامن والعشرين من مايو في هوبدين، وداومت، منذ ذلك الوقت، على الكتابة على مدى ساعة تقريبا في معظم العصاري.» وفي سرد شخصي وحميمي كهذا، قد كتب إلى الزوجة والأبناء، من الطبيعي جدا أن توجد بعض الفقرات التي يجب علي حذفها، ولا أرى ضرورة لبيان مواضع الحذف هذه. ولقد وجدت أنه من الضروري أن أصحح بعض الهفوات الواضحة في الكتابة، غير أنني لم أجر هذه التغييرات إلا في أضيق الحدود. إف دي.]
لقد بعث إلي محرر ألماني يطلب مني أن أكتب عن تطوري الذهني وتطور شخصيتي مع سرد جانب من سيرتي الذاتية. وقد رأيت أنني سأستمتع بهذه المحاولة، وأنها قد تثير اهتمام أبنائي أو أبنائهم؛ فأنا عن نفسي، أعرف أنني كنت سأهتم اهتماما كبيرا بقراءة عرض موجز للتطور الذهني لجدي، الذي قد كتبه هو بنفسه، حتى إن كان هذا العرض مملا ومختصرا للغاية؛ إذ كان سيثير اهتمامي أن أتعرف على أفكاره وأعماله وطريقته في أداء عمله. وقد حاولت أن أكتب سيرتي الذاتية هذه، كما لو أنني كنت ميتا أعيد النظر إلى حياتي من العالم الآخر. والواقع أنني لم أجد صعوبة في ذلك؛ إذ إن حياتي قد شارفت على الانتهاء، ولم أبذل الكثير من الجهد للاهتمام بأسلوبي في الكتابة.
لقد ولدت في شروزبيري في الثاني عشر من فبراير عام 1809، وتعود أولى ذكرياتي إلى حين كنت قد تخطيت الرابعة من العمر بعدة شهور، وذهبنا إلى منطقة بالقرب من أبيرجالي للاستحمام في البحر، وأنا أتذكر بعض الأحداث والأماكن هناك بالقليل من الوضوح.
توفيت والدتي في يوليو عام 1817، وكنت حينها أكبر من الثامنة بقليل، ومن الغريب أني لا أستطيع أن أتذكر أي شيء عنها سوى الفراش الذي ماتت عليه، وردائها الأسود المخملي، ومنضدة عملها ذات التصميم الغريب. وفي ربيع هذا العام نفسه، بعثت إلى مدرسة نهارية في شروزبيري وقضيت فيها عاما. وقد عرفت منهم أن وتيرتي في التعلم كانت أبطأ كثيرا من شقيقتي الصغرى كاثرين، وأعتقد أنني كنت ولدا شقيا، من نواح عديدة.
وفي ذلك الوقت الذي ذهبت فيه إلى هذه المدرسة النهارية، كان اهتمامي بالتاريخ الطبيعي، وبالجمع على وجه الخصوص، قد تشكل وتطور؛ فكنت أحاول معرفة أسماء النباتات والتمييز بينها، وكنت أجمع مختلف الأشياء من الصدف والأختام وطوابع البريد والعملات المعدنية والمعادن. وقد كان ذلك الشغف بجمع الأشياء، الذي يدفع بالمرء إلى أن يصبح مختصا في التاريخ الطبيعي، أو هاويا للفنون وجامعا للتحف القديمة، أو بخيلا؛ حاضرا في بدرجة كبيرة، ومن الواضح أنه كان فطريا؛ إذ إن أحدا من إخوتي لم يظهر قط أي اهتمام بمثل هذا الأمر.
Bilinmeyen sayfa