50

وتقاطعها سعدى في بعض الأحيان مؤكدة ضرورة عدم دفن الرءوس في الرمال. - كيف نهرب من العلام؟

وينتهي الأمر بعزيزة إلى معاودة انشغالها بمخطوطاتها العفنة، أو مقتنياتها التي عادت بها فرحة من أرض الله الواسعة، أو اختصار الطريق والتجهيز لرحلة بحرية جديدة مشرقا ومغربا. - دعينا ننسى يا سعدى. - لكننا سنعود إن عاجلا أو آجلا إلى تونس.

وتغمغم عزيزة: إلى العلام! - الجلاد!

وكثيرا ما يستحوذ العبث بسعدى فتمضي مغيرة الموقف معابثة عزيزة: لكنه لم يفق بعد من هواك يا عزيزة!

وتغني متندرة:

العلام في هواك يا عزيزة

كل يوم يكسر له حصان.

هنا تدرك عزيزة أن سعدى بدأت تضايقها لتغيظها حين تسألها: أنت أيضا تحبينه يا عزيزة يا حبيبتي. - أنا؟! - أجل أنت. - أحب من؟ - الأمير العلام ابن عمك من لحمك ودمك.

وقد ينتهي الأمر بسعدى في لحظات الصفاء في معاودة مكايدة عزيزة بما تعرفه عنها من رومانتيكية ورغبات جامحة، وقد تلاعبها مصارعة إلى أن تطرحها أرضا ضاحكتين عابثتين.

لكن وفي بعض الأحيان، يصل الحنق بعزيزة من مكائد وعنفوانية العلام بن هضيبة إلى حد يدفع بها دفعا إلى شق ملابسها أمام سعدى، التي سرعان ما يأخذها الموقف وما انتهى إليه فأغضب عزيزة إلى هذا الحد، فتقاربها مصالحة مواسية: أنا لا أقصد شيئا يا عيني يا عزيزة.

Bilinmeyen sayfa