يوم خميس أبرك الأيام
العرب في تونس تدللو
ملكوها عن الريد للريد
ملكوا علوها والمواطي.
هنا قاطع السلطان حسن الجميع بإعلانه للقرار الذي أجمعت عليه المشورة، وهو الخروج وإعلان الجهاد.
ومن جديد علا تصفيق الاستحسان وتعالت الشعارات ودقت الطبول، وتبادلت الوفود التهاني التي قطعها صوت السلطان حسن معلنا من جديد اضطلاع فارس الهلالية أبي زيد بالمصادرة للخروج أولا لمعرفة الطريق إلى المغرب وريادته لها بصحبة الأمراء الشباب الثلاثة: يونس ومرعي ويحيى.
هنا تعالت التصفيقات مرة أخرى، حين اندفع أبو زيد محييا الفرسان والجموع ممسكا بأيدي الشباب الثلاثة: الريادة.
وحين وصل حماس الفرسان والجموع إلى آخر مداه، ارتفعت على الأثر أصوات طالبي التطوع، والتي سرت مسرى النار في الهشيم في أعصاب الجموع، التي كان قد هدتها وحطت عليها تلك الهدنة المملة الطويلة التي انتكس السلاح فيها إلى حد الصدأ.
تعالت أصوات راغبي التطوع منذ البداية، وتقدم أبو زيد بصحبة يونس لشرح الأمر وإيضاحه باعتبار أنها - أي الريادة - مهمة استطلاعية سرية لكشف ما استجد من أمور ومسالك وحكام جدد واستعدادات دفاعية، تمهيدا للخروج والرحيل وبالتالي القتال.
وارتفع صوت يونس موضحا: تمهيدا للجهاد.
Bilinmeyen sayfa