242

شيئا مختلفا.

وأيضا لو كان لجسم واحد حيزان طبيعيان ، فإذا حصل في أحدهما ، فإما أن يطلب الآخر ، أو لا ، فإن طلبه لم يكن ما حصل فيه طبيعيا ؛ لأنه يهرب منه. وإن لم يطلبه لم يكن هو طبيعيا ؛ لأن الحيز الطبيعي ما يطلبه الجسم عند الخروج منه.

* وصل

وكذلك الحيز الواحد لا تقتضيه طبيعتان مختلفتان نوعا ؛ وذلك لأن اقتضاء الطبيعة لحيز ما إنما هو بواسطة ما اقتضتها من لوازمها الخاصة ، كالحرارة للنار ، والبرودة للأرض.

فعلى هذا إن اقتضت طبيعة أخرى ذلك الحيز بعينه ، فإما أن يشاركها في تلك اللوازم ، فلا مخالفة بينهما بحسب الحقيقة ، بل هما فردان من نوع واحد ، وإلا فالثانية غير مقتضية لذلك الحيز ؛ لعدم اقترانها باللوحق الذاتية التي لها دخل في اقتضاء ذلك الحيز.

* وصل

لما كانت طبيعة الأجزاء هي بعينها طبيعة الكل ، فكما أن الطبيعة في الكل تقتضي أن تكون على وضع خاص بالنسبة إلى المحدد المحيط ، فطبيعة الجزء في مادته تقتضي ذلك من غير تفاوت ، فتتحرك إلى تلك الجهة والحيز ، ويكون ميله الطبيعي إلى جانب كله ، وإلى حيزه ، فإذا وجد بينه وبين كل جسم غريب

Sayfa 262