222

وأيضا لو كان في مقولة متى حركة للزم أن يكون له في كل آن يفرض من زمان حركته فرد من أفراده ، كسنة أو شهر ، أو غير ذلك ، مع أن الآن طرف لأفراده.

وعلى هذا القياس حكم المقولتين الأخريين ، إذ أخذ في مفهوميهما التدرج وعدم الاستقرار ، فإنهما التأثير والتأثر على نهج التجدد الاتصالي ، فالانتقال فيهما دفعي ليس على سبيل الحركة.

وأما ازدياد الحركة في الكيف ، أو الكم ، أو غيرهما ، شدة وسرعة ، ازديادا تدريجيا ، فليس من الحركة في أن ينفعل في شيء حتى يكون سلوكا من انفعال ضعيف إلى انفعال شديد على التدريج ؛ لأن هذا السلوك وإن كان سلوكا واحدا وانتقالا متصلا بحسب الحس ، لكنه بحسب الواقع سلوكات متعددة في سلوك توجد فيه مرتبة واحدة من السرعة ، باقية مستمرة في بعض من الزمان الذي يقع الكل فيه ، فالانتقال من السرعة إلى سرعة أخرى أشد منها ليس شيئا فشيئا ، وإن كان أصل السلوك تدريجيا.

* أصل

الحركة إما سريعة ، وهي التي تقطع مسافة أطول في الزمان المساوي ، أو الأقصر ، أو مسافة مساوية في زمان أقل. وإما بطيئة ، وهي ما يقابلها.

والبطؤ ليس لتخلل السكنات ، وإلا لكانت نسبة السكنات المتخللة بين حركات الفرس الذي يقطع خمسين فرسخا مثلا في يوم واحد إلى حركاته ، كنسبة فضل حركات الشمس في ذلك اليوم إلى حركات الفرس ، لكن فضل تلك

Sayfa 242