Kara Ölüm'ün Dönüşü: Tarihin En Ölümcül Katili
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Türler
على مدار أكثر من 600 عام، وكلمة «طاعون» تبث الرعب في قلوب الرجال والنساء؛ فهي تثير سيناريو مرعبا لمرض شديد العدوى لا يمكن ردعه، ولا علاج له، ولا مفر من أن يموت صاحبه ميتة مؤلمة. بالنسبة لقاطني أوروبا في العصور الوسطى الذين عاشوا يوميا تحت تهديد هجوم الوباء على مجتمعهم، كان هذا الخوف مبررا تماما. ومنذ اختفائه من المشهد في منتصف القرن السابع عشر، استمر هذا العهد من الرعب في تشويق الأفراد وإثارة ما هو أكثر من مجرد مشاعر خوف، حتى أقل أطفال المدارس تركيزا يستمتعون بشدة بدروس «طاعون لندن العظيم»، حيث الحرق والدمار في عامي 1665 و1666 المحفوفين بالمخاطر.
والآن في القرن الحادي والعشرين، صار لدينا معرفة أكبر من أي وقت مضى بالمرض، وعدد من اللقاحات والعلاجات الفعالة، وخبراء متمرسون في علم الأوبئة والبيولوجيا الجزيئية، ومجموعة من الاختبارات التشخيصية والتقنيات الحديثة التي من شأنها تحديد تسلسل جينوم أي فيروس جديد في خلال أشهر من ظهوره الأول. ومع ذلك يظل الرعب من أن يظهر مرض جديد - ربما طاعون آخر - يهدد بقاءنا، بنفس القوة التي كان عليها فيما مضى.
إن ظهور سارس (المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة) عام 2003 أثبت بجدارة الدمار الذي يمكن أن يحدثه مرض جديد. وردت أنباء عن ظهوره في آسيا في يناير من نفس العام، وتصدر عناوين الأخبار على مدار الأشهر القليلة التالية. أكان يمكن أن يصبح سارس الطاعون الفتاك الجديد؟ عم الذعر على نطاق واسع وفر الأفراد من المناطق المصابة؛ مما ساهم في نشر المرض إلى مسافات أبعد. ولم يمض وقت طويل حتى وردت أنباء عن ظهور حالات في أوروبا وبالمثل في الأمريكتين الشمالية والجنوبية. مقارنة بأوبئة طاعون الماضي، كان إجمالي الوفيات التي تسبب فيها سارس قليلا نسبيا، فإجمالي عدد المصابين به 8000 حالة في 27 دولة، لم يمت منهم سوى 780 شخصا. وبالرغم من ذلك بذلت الهيئات المعنية بالصحة قصارى جهدها للتعامل بفعالية مع المرض، فمنع السفر من بلاد بأكملها لغير الضرورة، وتعرضت شركات الطيران للإفلاس، وانهارت اقتصادات محلية، وكان هناك خوف حقيقي من انهيار الأسواق المالية العالمية. وارتفعت مبيعات أقنعة الوجه الورقية في الولايات المتحدة الأمريكية، مع أنه لم يكن هناك سوى 192 حالة إصابة بسارس تماثلوا جميعهم للشفاء.
ترى لماذا أثارت هذه المشكلة الصحية التافهة نسبيا الذعر والفزع العالميين، حتى في البلاد التي لم يكن بها أي حالات سارس أو كان بها حالات قليلة؟ في أبريل من عام 2003، كتب دكتور ستيوارت دربيشير أننا نعيش وسط «أفراد متعطشين إلى الشعور بالهلع، ومتلهفين إلى سماع رسالة الدمار التي تستدعي مثل هذه التحذيرات، فهذه التحذيرات من شأنها أن تمتزج بتوقعاتنا المفرطة في الخوف والحذر بشأن خراب هذا الكوكب، بل حتى كبار الأساتذة الذين يبدون متزنين لا يسعون إلا إلى صرف المشتتات عن الشيء الحقيقي المتوقع وحسب. لا يرعبني أي من عائلتي «سارس الكامنتين » الفيروسيتين مثلما يرعبني فيروس إنفلونزا جديد خبيث.»
في أبريل عام 2003، كتب ديكلن ماكولا؛ وهو مراسل سياسي يقطن واشنطن:
سارس هو أول فيروس يتفشى في عصر الإنترنت، فانتفع من حقيقة أنه فيما أصبحت المعلومات أكثر قابلية للانتقال، تصبح الشائعات أكثر قابلية للانتشار أيضا. أثارت خدعة أحد المراهقين على الإنترنت التي ادعى فيها أنه سيتم غلق حدود هونج كونج هرع المواطنين لشراء الأطعمة المعلبة والمناديل الورقية. قضى صاحب متجر بقالة في ساكرامنتو أسبوعين في محاولة إثبات أنه وعائلته ليسوا مصابين بسارس، وأن متاجره آمنة تماما على عكس ما أثير من شائعات. وفي يوم الثلاثاء، حاول أحد العاملين بالمجلس المحلي لمدينة ساكرامنتو تبديد الهلع حيث تناول بكل شجاعة تفاحة خضراء من قسم المنتجات أمام المراسلين الصحفيين.
لكن بالنسبة لبعض الناس، قد ينذر خطر يتهدد الصحة على الصعيد العالمي بسيناريو «نهاية العالم الآن»، أو ظهور «الوباء الكبير» التالي، عندما يتسبب وباء كبير لمرض معد فتاك لا علاج ولا لقاح له في كارثة عالمية ويهدد وجود البشرية. (1) ماذا نعرف عن الطواعين؟
هذا الخوف من مرض غير معروف له أساس راسخ في التاريخ، ولعل أقدم إشارة إلى الطواعين ظهرت في الكتاب المقدس في سفر صموئيل الأول؛ فنحو عام 1320 قبل الميلاد سرق الفلسطينيون «تابوت العهد» من الإسرائيليين وعادوا به إلى أرضهم:
فثقلت يد الرب على الأشدوديين، وأخربهم وضربهم بالبواسير في أشدود وتخومها. وانتشرت الفئران في أرضهم ... وكان بعدما نقلوه أن يد الرب كانت على المدينة باضطراب عظيم جدا، وضرب أهل المدينة من الصغير إلى الكبير ونفرت لهم البواسير.
تعلم كل منا في المدرسة وقرأ في الكتب عن أشهر مرض على مر العصور - الموت الأسود - ذاك المرض الفتاك الذي ظهر من العدم، وانتشر سريعا، ومحا قرابة نصف الأوروبيين في العصور الوسطى من على وجه البسيطة. لقد سمعنا أغنية الأطفال التالية التي يقال إنها تحيي ذكرى الطواعين المريعة:
Bilinmeyen sayfa