Kara Ölüm'ün Dönüşü: Tarihin En Ölümcül Katili
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Türler
لا يختلف الحال في مدن وبلدات منطقة بروفنس. لقد عبر المرض بالفعل نهر الرون، واجتاح كثيرا من المدن والقرى البعيدة التي تماثل في بعدها تولوز. إنه يزداد ضراوة وهو يتقدم. يوجد خوف كبير من الموت لدرجة أن الناس لا يجرءون على التحدث حتى إلى أي شخص مات له قريب؛ لأنه كثيرا ما لوحظ أن العائلة التي يموت فيها فرد، يلحق به كل أقاربه تقريبا بلا استثناء. هذا اعتقاد شائع بين الناس. لا يقوم على رعاية المرضى الآن أقاربهم. يعامل المرضى معاملة الكلاب؛ إذ يوضع الطعام لهم بالقرب من الفراش ليأكلوا ويشربوا، وبعد ذلك يسرع الأصحاء إلى مغادرة المنزل. وعندما يقضي رجل نحبه يحضر بعض الرجال الأفظاظ - الذين يطلق عليهم عاملو القبور - إلى المنزل، وبعد تقاضي مكافأة كبيرة بما يكفي يحملون الجثة إلى القبر. لا يزور الأقارب ولا الأصدقاء المريض، بل لا يستمع الكهنة إلى اعترافاتهم ولا يناولونهم القربان المقدس، إنما كل شخص لا يزال سليما يعتني بنفسه. من المشاهد المتكررة يوميا أن يحمل هؤلاء الأوغاد ثريا يحتضر إلى القبر دون مصابيح، ودون أن يتبعه أحد سوى هؤلاء النادبين المأجورين. عند حمل جثة في الشوارع يهرع الجميع إلى منازلهم. حتى «عاملو القبور» المذكورون قبلا، بالرغم من كونهم أقوياء، فلم ينجوا من المرض؛ فقد أصيب معظمهم بالعدوى بعد فترة من الزمن وماتوا.
من الظاهر أن الأفراد بحثوا عن كباش فداء للطاعون؛ لأن الكاهن يقول:
بعض البؤساء قبض عليهم وبحوزتهم نوع معين من المساحيق، ووجهت إليهم تهمة تسميم المياه، ووحده الله الذي يعلم هل كانت هذه التهم عادلة أم جائرة، وامتنع الناس في خوف عن شرب المياه من الآبار، فكثيرون أحرقوا من أجل هذه الجريمة، وتوالى حرق المتهمين بصفة يومية.
كان ذلك بحق ظلما للأبرياء. ويختتم الكاهن كلامه ببعض النصائح البدهية:
أكتب إليكم يا أصدقائي لعلكم تعرفون المخاطر التي نعيش فيها. وإن كانت لكم رغبة في حماية أنفسكم، فإن أفضل نصيحة هي أن تعتدلوا في المأكل والمشرب، وإياكم والبرد. عليكم أن تتجنبوا الإفراط في أي نوع، وفوق كل شيء عليكم أن تقللوا من الحديث مع الآخرين ولا سيما في هذه الآونة، باستثناء القلة القليلة ذات النفس الحلو. وإن كان من الأفضل أن تلزموا منازلكم إلى أن يزول هذا الوباء.
استمرت الهجمة الشرسة للطاعون على أفينيون طوال صيف عام 1348 الطويل حتى الشتاء. تبعثرت الأجساد في الشوارع، وامتلأت المدافن عن آخرها؛ لدرجة اضطر معها البابا كليمنت السادس إلى خلع القدسية على نهر الرون وألقيت الجثث فيه. لا يمكن تخيل مدى بشاعة الروائح النتنة التي كانت تنبعث من الجثث وحجم التلوث الناشئ عن تحللها. وإليكم ما هو أسوأ: كثيرون من المرضى، الذين أصبح مؤكدا أنهم سيموتون لا محالة، دفنوا أحياء.
في تلك الأثناء، واصل الطاعون قبضته المرعبة وزحف شمالا حيث وصل ليون في مطلع الصيف، ثم باريس. يصف جيوم دو ناجي في سرده التاريخي وباء باريس قائلا:
كانت أعداد الوفيات هائلة من كلا الجنسين، وكان الموت يحصد أرواح الصغار أكثر من الكبار. لم يكن يتوافر في كثير من الأحيان أماكن لدفن الموتى من فرط عددهم. علاوة على أنهم غالبا ما كانوا ليمرضوا أكثر من يومين أو ثلاثة، وكثيرا ما كان بعضهم يموت على حين غرة؛ لدرجة أن الرجل الموفور الصحة اليوم، يحمل إلى القبر جثة هامدة في اليوم التالي ... جموع الناس التي ماتت في غضون عامي 1348 و1349 كانت كبيرة للغاية، على نحو لم يسمع بمثله أو ير أو يقرأ عنه في العصور الماضية. وغالبا كان نفس هذا الموت أو المرض ينبع من الخيال، أو من المجتمع والعدوى من الآخر؛ لأنه غالبا ما كان لينجو رجل سليم يزور مريضا من الموت. وهكذا في بلدان كثيرة، الصغير منها والكبير، ترك الكهنة رتبهم الكهنوتية من الخوف، تاركين مهمة تقديم القربان المقدس للمرضى لكهنة أكثر جراءة. باختصار، في بقاع كثيرة، كان بالكاد يعيش شخصان من بين كل عشرين شخصا (أي معدل الوفيات كان يصل لنسبة صاعقة تبلغ 90 بالمائة). كان معدل الوفيات هائلا في فندق أوتيل ديو في باريس، حتى إنه لفترة ليست بالقصيرة كان يحمل كل يوم أكثر من خمسين جثة على عربات إلى الخارج لتدفن ... دام الطاعون في فرنسا معظم عامي 1348 و1349، وبعد ذلك ظلت منازل في العديد من البلدات الصغيرة والمناطق الريفية والمدن الكبيرة غير مأهولة بالسكان.
يدعم هذا التسجيل التاريخي الرأي القائل بأن حجم الكارثة كان غير مسبوق؛ لم ير شخص شيئا مثله من قبل قط. سرعان ما كان الموت يعقب ظهور الأعراض.
كتب رئيس دير سانت مارتن الذي يقع في بلدة تورناي عن بلدات الأشباح التي بقيت بعد انحسار الوباء:
Bilinmeyen sayfa