فانفجرت، وقد نفد صبرى، وصحت، كما تصيح: «أقول إنى لست هذا الغلام الذى تسمونه «سونه»، وما كنت أعرف أن هذا اسمه إلا بعد أن نادتنى به أمى ... وهى أيضا ليست أمى بل زوجتى ... قولى ما شئت وظنى بعقلى الظنون، فما عدت آبالى ولكنها الحقيقة، أيضا أن هذا العجل السمين الذى تظنونه عمى، ليس عمى، فما لى أعمام ...».
وأمسكت - اضطررت أن أمسك - فقد سقطت على الأرض مغشيا عليها! لم تقل شيئا، ولم تصرخ، بل هوت، كما يهوى الثوب، الفارغ، فاضطربت، وتلفت، وأشفقت أن أستنجد بأحد فتحدثهم بما سمعت، فيحملونى إلى مستشفى الامراض العقلية، ولمحت زجاجة كولونيا فخطفتها وصببت منها على وجهها، وعلى كفى وأنشقتها، وجعلت أضرب لها وجهها، حتى فتحت عينيها ثم جلست وقالت وهى تفرك عينيها: «ياله من حلم» وتنبهت إلى وجودى فسألتنى: «سونه، ماذا جرى لى»؟
قلت: «لا شىء. رأيتك تترنحين كالسكرى ثم تسقطين».
وحدثت نفسى أن خير ما أصنع هو أن أشجعها على الظن بأنها كانت تحلم، وأنها سمعت فى غيبوبة لا منى.
سألتنى: «هل كنت تقول لى شيئا»؟
قلت: «نعم، كنت أسر إليك ...».
فصاحب بى وكفها على جبينها: «لا، لا، لا، لا تفعل ... يكفى يكفى ...».
قلت: «ولكنك كنت موافقة على أن هذا الزواج لا يجوز ويجب أن يحال دونه»؟
قالت: «إيه؟ زواج»؟
قلت: «نعم. هل نسيت ما حدثتك به من أن عمى يريد أن يتزوج أمي»؟
Bilinmeyen sayfa