عند ذلك تعالت قامة بولس، وظهرت لوائح الكبرياء على وجهه، ورمى بالدنانير إلى مقعد بجانبه قائلا بلهجة الملوك الفاتحين: «أنت تهينني يا جلال باشا بل أنت تحتقرني، فأنا لم أجئ إلى منزلك لكي أنشد، وأغني، وأبيع أنفاسي بالمال، بل جئت كأحد المهنئين ».
بعد هذا فقد جلال باشا صبره وتجلده، وتلفظ ببعض كلمات خشنة جعلت بولس الحساس أن يخرج من المنزل لاعنا مجدفا، أما أنا، أنا المسكين، فقد تناولت عودي، وتبعت بولس تاركا ورائي الوجوه الجميلة، والقامات النحيلة، والخمور الطيبة، والمآكل الشهية، نعم قد ضحيت بكل ذلك؛ لكي لا أفقد صداقة هذا المتصلب المتعنت، قد ضحيت بكل ذلك على مذبح هذا البعليم، وهو للآن لم يشكرني، ولم يمدح بسالتي، ولم يعترف بمودتي وولائي.
يوسف مسرة (ضاحكا) :
هذه بالحقيقة حكاية لذيذة حرية أن تكتب بالإبر على آماق البصر.
سليم معوض :
لم أصل للآن إلى نهاية الحكاية ... أما اللذة ففي النهاية، تلك النهاية الشيطانية التي لا يحلم بمثلها أهريمان الفرس ولا سيفا الهنود.
الصلبان (مخاطبا الآنسة هيلانة) :
بقيت هنا إكراما لك، والآن أرجوك أن تطلبي من هذا الضفدع أن يقف عند هذا الحد.
هيلانة :
دعه يتكلم يا بولس، أو مهما كانت نهاية الخبر، فنحن معك قلبا وقالبا.
Bilinmeyen sayfa