Cevherler ve Marifetler

Ebu Hafs Sühreverdî d. 632 AH
231

============================================================

وقد قال عبد الله بن عباس رضى الله عنه فى كلام له: وهل يفسد الناس إلا الناس؟!

فالنساد بالصحبة متوقع، والصلاح متوقع، وما من هذه سبيله كيف لا يحذر فى أوله ويحكم الأمر فيه بكثرة اللجأ إلى الله تعالى، وصدق الاختيار وسؤال البركة، والخيرة فى ذلك وتقديم صلاة الاستخارة ثم إن اختيار الصحبة والأخوة عمل، وكسل عمل يحتاج الى النية، وإلى حين الخاتمة. وقد قال عليه الصلاة والسلام فى الخبر الطويل (اسبعة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله.. فمنهم: اثثان تحابا فى الله فعاشا على ذلك وماتا عليه)) إشارة إلى أن الأخوة والصحبة من شرطهما حسن الخاتمة حتى يكتب لهما ثواب المؤاخاة، ومتى أفسد المؤاخاة يتضييع الحقوق فيها فسد العمل من الأول.

قيل: ما حسد الشيطان متعاونين على بر حسده متآخين فى الله، متحابين فيه، فإنه يچهد تفسه ويحث قبيله على افساد ما بينهما.

وكان الفضيل يقول: إذا وقعت الغيية ارتفعت الأخوة.

والأخوة فى الله تعالى مواجهة، قال الله ((إخوائا على سرر متقايلين(1) ومتى أضمر أحدهما للآخر سوءا، أو كره منه شيئا ولم ينبهه عليه حتى يزيله أو يتسيب إلى إزالته منه فما واجهه بل استديره.

قال الجنيد رحمه الله - ما تواخى اثنان فى الله، واستوحش أحدهما؛ إلا لعلة فى احدهها.

فالمؤاخاة في الله أصفى من الماء الزلال. وما كان لله فالله مطالب بالصفاء فيه، وكل ما صفا دام. والأصل فى دوام صفائه عدن المخالفة، قال رسول الله "دلا ثمسار أخاك، ولا تمازحه، ولا تعده وعذا فتخلفه))(2) قال أبو سعيد الخراز: صحبت الصوفية خمسين سنة ما وفح بينى وبينسهم بخلاف، فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: لأنى كنت معهم على ننسى أخبرنا شيختا أبو النجيب السهروردى إجازة، قال: أخبرنا عمر بن أحمد الصفان، قال: أخبرنا أيو يكر أحمد بن خلف قال: أخبرتا أبو عبد الرحمن السلمى، قال: سمعت عبد الله الدارانى يقول: سمعت أبا عمرو الدمشقى الرازى يقول: سمعت أبا عبد الله بن الجلاد يقول وقد سأله رجل: على أى شرط أصحب الخلق؟

(1) آية رقم 47 من سورة الحجر (2) رواه البزار.

Sayfa 231