Cevherler ve Marifetler

Ebu Hafs Sühreverdî d. 632 AH
211

============================================================

21 قال أبو عثمان: الأدب عند الأكابر وفى مجالسة السادات من الأولياء يبلغ بصاحيه إلى الدرجات العلا، والخير فى الأول والعقبى. ألا ترى إلى قول الله تعالى: ( ولؤ أنهم صتروا حتى تخرج اليهم لكان خيرا لهم)(1).

ومما علمهم الله تعالى قوله سبحانه: ان الزين ينادونك من وراء الحجرات انثرهم لا يعقلون(2).

وكان هذا الحال من وفد بنى تميم، جساعوا إلى رسول الله، فنادوا: يا محمد، اخرج إلينا، فإن مدحنا زين، وذمنا شين قال: نسمع رسول الله .. فخرج اليهم وهو يقول ("إنما ذلكم الله الذى ذمه شين ومدحه زين)). فى قصة طويلة.. وكانوا أتوا بشاعرهم وخطيبهم ققليهم حسان بن تابت وشبان المهاجرين والأنصار بالخطبة.

وفى هذا تأدب للمريد فى الدخول على الشيخ والإقدام عليه، وتركه الاستعجال، وصبره إلى آن يخرج الشيخ من موضع خلوته.

سمعت آن الشيخ عبد القادر رحمه الله كان إذا جاء إليه فقير زائر، يخير بالفقير، فيخرج.. ويفتح جاتب الباب ويصافح الققير، ويسلم عليه، ولا يجلس معه، ويرجع إلى خلوته.

وإذا جاء أحد ممن ليس من زمرة الفقراء يخرج ويجلس معه..

فخطر لبعض الفقراء نوع إنكار؛ لتركه الخروج إلى الفقير، وخروجه لغير الفقير، فانتهى ما خطر للفقير الى الشيخ، فقال: الفقير رابطتنا معه رابطة قلبية، وهو أهل، وليس عنده أجتبية، فنكتفى معه بموافقة القلوب ونقنع بها، عن ملاقاة الظاهر بهذا القدر، وأما من هو من غير جنس الفقراء، فهو واقف مع العادات والظاهر، فمتى لم يوف حقه من الظاهر استوحش، فحق المريد عمارة الظاهر والباطن بالأدب مع الشيخ.

قيل لأبى منصور المغريى: كم صحبت أيا عثمان؟ قال: خدمته، لا صحبته؛ فالصحبة مع الإخوان والأقران، ومع المشايخ الخدمة.

وينبغى للمريد أنه كلما أشكل عليه شىء من حال الشيخ يذكر قصة موسى مع الخضر عليهما السلام: كيف كان ا لخضر يفعل أشياء يتكرها موسى، وإذا أخبره الخضر بسرها يرجع موسى عن إنكاره.

(1) آية رقم من سورة الحجرات.

(2) آية رقم) من سورة الحجرات.

Sayfa 211