============================================================
الباب الثتانى والثلانتون الإلهية لأهل القرب كل الآداب ثتلقى من رسول الله . فإنه مجمع الآداب ظاهرا وباطيا. وأخبر الله تعالى عن حسن أديه فى الحضرة بقوله تعالى: (ما زاغ البصر وما طفى(1).
وهذه غامضة من غوامض الآداب التى اختص بها رسول الله أخبر الله تعالى عن اعتدال قلبه المقدس فى الإعراض والإقبال: أعرض عما سوى الله وتوجه إلى الله، وترك رواء ظهره الأرضين والدار العاجلسة بحظوظها، والسموات والدار الآخرة بحظوظها، فما التفت إلى ما أعرض عنه، ولا لحقه الأسف على الغائب فى اعراضه، قال الله تعالى: (لكيلا تأسوا علسى ما فاتكم (2) فهذا الخطاب للعموم، و ما زاغ البصر إخبار عن حال الثبى بوصف خاص من معنى ما خاطب به العموم فكان ما زاغ البصر حاله فى طرف الإعراض، وفى طرف الإقبال تلقى ما ورد عليه فى مقام قاب قوسين بالروح والقلب؛ ثم فر من الله تعالى حياء منه وهيبة وإجلالا، وطوى نفسه بفراره فى مطاوى انكساره وافتقاره؛ لكيلا تنبسط النفس فتطغى؛ فإن الطغيان عند الاستغناء وصف النفس. قال الله تعالى: (كلا إن الإنسان ليطقى أن رآه استغئى)(2).
والنفس عند المواهب الواردة على الروح والقلب تسترق السمع، ؤمتى ثالت قسطا من المتح استقنت وطفت، والطغيان يظهر منه فرط البسط، والاقراط فى البسط يسد باي المزيد، وطغيان التفس لضيق وعائها عن المواهب؛ فموسى عليه الصلاة والسلام صح له فى الحضرة أحد طرفى ما زاغ البصرا وما التفت إلى ما فاته ل(وما طقى) متأسفا لحسن أدبه، ولكن امثلا من المثح واسترقت النفس السمع وتطلعت إلى القسط والحظ، فلما حظيت التفس استغنت وطفح عليها ما وصل إليها، وضاق نطاقها فيتجاوز الحد من فرط (1) 2ية رقم 17 من سورة التجم.
(2) آية رقم 23 من سورة الحديد.
(3) آية رقم 6 من سورة العلق.
Sayfa 101