بسم الله الرحمن الرحيم عوالم العلوم: الإمام الحسين عليه السلام
Sayfa 3
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل إكرامنا بعد توحيده والشهادة برسالة رسوله وولاية وليه بمحبة الحسن وولاء الحسين عليهما السلام، ثم زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق الذين هم من أولاد الأزكياء - الحسين 1 عليه السلام -، ثم موسى الكاظم وعلي بن موسى الرضا ومحمد التقي وعلي والحسن العسكري والخلف الحجة الذي يقتل ذراري خصماء الحسين.
والصلاة والسلام على رسوله وصهر رسوله وأولاد رسوله الذين [هم] من أولاد النجباء - الحسين (2) عليه السلام -، والمرملون بدمائهم والمزملون بلحائهم من الأقرباء والأصحاب الشهداء - الحسين 3 عليه السلام -.
أما بعد: فيقول الفقير الحقير الحزين لمصيبة الحسين عليه السلام " عبد الله بن نور الله " نور الله عينيه برؤية الحسين والبكاء على مصيبته بجلاء العين.
هذا هو المجلد السابع عشر من كتاب عوالم العلوم والمعارف والأحوال من الآيات والاخبار والأقوال الذي صنفه وألفه هذا الفقير الحقير خادم أخبار الأئمة الأطهار وتراب أعتاب العلماء الأخيار في أحوال الامام الثالث الذي من جده وأبيه و أخيه هو الوارث، إمام السعداء وسيد الشهداء عليه السلام وأحد سيدي شباب أهل الجنة، وأحد صاحبي الحزن والمحنة حجة الله بعد جده وأبيه وأخيه على أهل المشرقين أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه وعلى جده وأبيه، وأمه وأخيه، والطيبين من بنيه راجيا من الله شفاعة الحسين عليه السلام، ودعاء الخير من الناظرين إليه والباكين عليه بالعين.
وها أنا أشرع في المقصود، بعون الله الملك المعبود، قائلا - وبالله من غيره مائلا -:
" الكتاب السابع عشر " من كتاب عوالم العلوم والمعارف والأحوال من الآيات والاخبار والأقوال:
في أحوال الامام المظلوم والشهيد المغموم حجة الثقلين " أبي عبد الله الحسين " صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين.
Sayfa 4
1 - أبواب بدو خلقه ونوره وروحه صلوات الله عليه وعلى جده وأبيه وأمه وأخيه إلى يوم الدين 1 - باب نوره ونور أبيه وأمه وأخيه عليهم السلام [الاخبار: الصحابة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله] 1 - كتاب المحتضر للحسن بن سليمان: من كتاب السيد حسن بن كبش مما أخذه من المقتضب، ووجد في المقتضب أيضا مسندا عن سلمان الفارسي رحمه الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره فدعاني فأطعته وخلق من نوري عليا فدعاه (إلى طاعته) فأطاعه، وخلق من نوري ونور علي فاطمة فدعاها فأطاعته، وخلق مني ومن علي و (من) فاطمة 2 الحسن والحسين فدعاهما فأطاعاه فسمانا الله (عز وجل) بخمسة أسماء من أسمائه، فالله المحمود وأنا محمد والله العلي 3 وهذا علي، ولله فاطر وهذه فاطمة ولله الاحسان 4 وهذا الحسن والله المحسن 5 وهذا الحسين عليه السلام، ثم خلق [منا و] من نور الحسين عليه السلام تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق الله [عز وجل] سماء مبنية. أو أرضا مدحية، أو هواء أو ماء
Sayfa 5
أو ملكا، أو بشرا، وكنا بعلمه أنوارا نسبحه ونسمع له ونطيع. 1 2 - باب آخر على وجه آخر الاخبار: الصحابة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله 1 - كنز الفوائد: عن ابن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: يا بن مسعود إن الله تعالى خلقني وخلق عليا والحسن والحسين عليهم السلام من نور قدسه، فلما أراد أن ينشئ خلقه 2 فتق نوري وخلق منه السماوات والأرض، وأنا والله أجل من السماوات والأرض [وأنا والله أجل من السماوات والأرض]، وفتق نور علي وخلق منه العرش والكرسي وعلي والله أجل من العرش والكرسي، وفتق نور الحسن عليه السلام وخلق منه الحور العين والملائكة والحسن والله أجل من الحور العين والملائكة، وفتق نور الحسين عليه السلام وخلق منه اللوح والقلم والحسين والله أجل من اللوح والقلم. 3 3 - باب آخر على وجه آخر الاخبار: الأئمة: الباقر عليهم السلام 1 - كتاب المحتضر للحسن بن سليمان: مما رواه من كتاب منهج التحقيق بإسناده عن محمد بن الحسين رفعه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام (عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:) [إنه] قال: إن الله تعالى خلق أربعة عشر نورا من نور عظمته قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا، فقيل له: يا بن رسول الله (عدهم بأسمائهم) فمن هؤلاء الأربعة عشر نورا؟
فقال: [هو] محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة 4 من ذرية 5 الحسين عليهم السلام (و) تاسعهم قائمهم، ثم عدهم بأسمائهم، (ثم) قال: نحن والله الأوصياء الخلفاء من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله. 6
Sayfa 6
2 - أبواب ولادته ورضاعه وعقيقته صلوات الله عليه 1 - باب تاريخ ولادته عليه السلام الاخبار: الأئمة: الصادق عليهم السلام 1 - مصباح المتهجد: وروى الحسين بن زيد، عن جعفر عليه السلام قال: ولد الحسين بن علي عليهما السلام لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع [خلون] من الهجرة. 1 2 - ومنه: - بعد ما ذكر دعاء ليوم الثالث من شعبان -، قال ابن عياش:
سمعت الحسين بن علي بن سفيان البزوفري (يقول: سمعت 2) أبا عبد الله عليه السلام يدعو به في هذا اليوم، وقال: هو من أدعية اليوم الثالث من شعبان وهو مولد الحسين عليه السلام 3.
صاحب الامر عليه السلام 3 - مصباح المتهجد: خرج إلى القاسم بن (ال) - علاء الهمداني وكيل أبي محمد 333 أن مولانا الحسين صلوات الله عليه ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان. 4
Sayfa 7
الكتب:
4 - إرشاد المفيد: ولد عليه السلام في المدينة لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة 1.
5 - المناقب لابن شهرآشوب: ولد الحسين عليه السلام عام الخندق بالمدينة يوم الخميس أو يوم الثلاثاء لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة بعد أخيه بعشرة أشهر وعشرين يوما.
وروي أنه لم يكن بينه وبين أخيه إلا الحمل والحمل ستة أشهر 2.
6 - مقاتل الطالبين: كان مولده عليه السلام لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة 3.
7 - إعلام الورى: ولد عليه السلام بالمدينة يوم الثلاثاء. وقيل: يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان وقيل: لخمس خلون منه سنة أربع من الهجرة. وقيل: ولد آخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة. 4 8 - كشف الغمة: قال [الشيخ] كمال الدين (بن طلحة): ولد عليه السلام بالمدينة لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، [وكانت والدته الطهر البتول فاطمة عليها السلام] علقت البتول عليها السلام به بعد أن ولدت أخاه الحسن عليه السلام بخمسين ليلة (وكذلك قال الحافظ الجنابذي 5) 6.
9 - ومنه: وقال الحافظ عبد العزيز [الجنابذي في كتاب معالم العترة الطاهرة]: الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، ولد في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة. 7 بيان وتحقيق: الأشهر في ولادته عليه السلام أنه ولد لثلاث خلون من شعبان.
10 - لما رواه الشيخ في المصباح أنه خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمد عليه السلام أن مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من
Sayfa 8
شعبان فصم 1 وادع فيه بهذا الدعاء، وذكر الدعاء.
وقيل: إنه عليه السلام ولد لخمس ليال خلون من شعبان.
لما رواه الشيخ رحمه الله أيضا في المصباح: من حديث حسين بن زيد، عن جعفر بن محمد عليهما السلام وقد مر 2.
11 - وقال الشيخ رحمه الله في التهذيب: ولد عليه السلام آخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة. 3 قال الكليني (ره): ولد عليه السلام سنة ثلاث. 4 وقال الشهيد (ره) في الدروس: ولد عليه السلام بالمدينة آخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة.
وقيل: يوم الخميس ثالث عشر شهر رمضان. 5 وقال المفيد: لخمس خلون من شعبان سنة أربع. 6 وقال الشيخ ابن نما في مثير الأحزان: ولد عليه السلام لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة.
وقيل: الثالث منه.
وقيل: أواخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث.
وقيل: لخمس خلون من جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة وكانت مدة حمله ستة أشهر، ولم يولد لستة سواه وعيسى وقيل يحيى عليهم السلام. 7 أقول: قيل: إنما اختار الشيخ (ره) كون ولادته عليه السلام في آخر شهر ربيع الأول مع مخالفته لما رواه من الروايتين السالفتين [اللتين تدلان على الثالث والرواية الأخرى التي تدل على الخامس من شعبان] ليوافق ما ثبت عنده. واشتهر بين الفريقين من كون ولادة الحسن عليه السلام في منتصف شهر رمضان وما مر في الرواية الصحيحة في
Sayfa 9
باب ولادتهما عليهما السلام من أن بين ولادتيهما لم يكن إلا ستة أشهر وعشرا.
لكن مع ورود هذه الأخبار يمكن عدم القول بكون ولادة الحسن عليه السلام في شهر رمضان لعدم استناده إلى خبر على ما عثرنا عليه، والله يعلم.
2 - باب حمله وكيفية ولادته عليه السلام الاخبار: الصحابة والتابعين 1 - الخرائج والجرائح: [وعن جماعة، عن أبي جعفر] محمد بن إسماعيل البرمكي، عن الحسين بن الحسن، عن يحيى بن عبد الحميد، عن شريك بن حماد، عن أبي ثوبان الأسدي وكان من أصحاب أبي جعفر، عن الصلت بن المنذر، عن المقداد بن أسود الكندي أن النبي صلى الله عليه وآله خرج في طلب الحسن و الحسين عليهما السلام وقد خرجا من البيت، وأنا معه فرأيت أفعى على الأرض، فلما أحست بوطئ النبي صلى الله عليه وآله قامت ونظرت وكانت أعلى من النخلة وأضخم من البكر [متبصبصة]، تخرج 1 من فيها النار فهالني ذلك، فلما رأت رسول الله صلى الله عليه وآله صارت كأنها خيط، فالتفت إلي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: (أ) لا تدري ما تقول (هذه) يا أخا كندة؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال صلى الله عليه وآله: قالت 2: الحمد لله الذي لم يمتني حتى جعلني حارسا لابني رسول الله صلى الله عليه وآله فجرت في الرمل، رمل الشعاب فنظرت إلى شجرة " لا أعرفها بذلك " 3 الموضع (لأني) ما رأيت فيه شجرة قط قبل يومي (ذلك) ولقد أتيت 4 - بعد ذلك اليوم أطلب الشجرة فلم أجدها وكانت الشجرة أظلتهما بورق وجلس النبي صلى الله عليه وآله بينهما، فبدأ بالحسين 5 عليه السلام فوضع رأسه على فخذه (الأيمن)، ثم (وضع رأس الحسن عليه السلام) 6 على فخذه الأيسر، ثم يرخي لسانه في فم الحسين عليه السلام فانتبه الحسين عليه السلام فقال عليه السلام: يا أبه، ثم عاد في نومه، فانتبه الحسن وقال: يا أبه، وعاد في نومه، فقلت: كأن الحسين أكبر؟
Sayfa 10
فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن للحسين في بواطن المؤمنين معرفة مكتومة، سل أمه عنه، فلما انتبها حملهما على منكبه، ثم أتيت [أنا] فاطمة فوقفت بالباب، فأتت حمامة وقالت: يا أخا كندة، [ف] قلت: من أعلمك أني بالباب؟! فقالت: أخبرتني سيدتي فاطمة أن بالباب رجلا من كندة من أطيبها أخبارا عندي يسألني عن موضع قرة عيني، فكبر ذلك عندي، فوليتها ظهري كما كنت أفعل حين أدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله في منزل أم سلمة، فقلت لفاطمة: (ما) منزلة الحسين عليه السلام؟ قالت: إنه لما ولدت الحسن عليه السلام أمرني أبي أن لا ألبس ثوبا أجد فيه اللذة حتى أفطمه، فأتاني أبي زائرا فنظر إلى الحسن عليه السلام وهو يمص النوى 1، فقال: فطمته؟ قلت: نعم.
قال: إذا أحب علي الاشتمال فلا تمنعيه، فإني أرى في مقدم وجهك ضوءا ونورا وذلك إنك ستلدين حجة لهذا الخلق [وحجة على ذي الخلق] فلما [أن] تم [ال] شهر من حملي وجدت في [بطني] سخنة فقلت لأبي ذلك، فدعا بكوز 2 من ماء فتكلم عليه وتفل عليه 3 وقال: اشربي، فشربت فطرد الله عني ما كنت أجد وصرت في الأربعين من الأيام فوجدت دبيبا في ظهري كدبيب النمل في بين الجلدة والثوب فلم أزل على ذلك حتى تم الشهر (الثاني) فوجدت الاضطراب والحركة فوالله لقد تحرك [في بطني] وأنا بعيد [ة] من المطعم والمشرب، فعصمني الله [عنهما] كأني شربت [هنا] لبنا حتى تمت الثلاثة (أشهر) و (أنا) أجد الزيادة والخير في منزلي.
فلما صرت في الأربعة آنس الله به وحشتي ولزمت المسجد لا أبرح منه إلا لحاجة تظهر لي فكنت في الزيادة والخفة في الظاهر والباطن 4 حتى تمت 5 الخمسة، فلما صارت 6 الستة كنت لا أحتاج في الليلة الظلماء إلى مصباح وجعلت أسمع إذا خلوت بنفسي في مصلاي التسبيح والتقديس (في باطني)، فلما مضى (فوق ذلك) 7
Sayfa 11
تسع ازددت قوة، [وكنت ضعيفة اللذات] فذكرت ذلك لام سلمة فشد الله بها أزري، فلما زادت العشر [من الستة، و] غلبتني عيني (و) أتاني آت (في منامي) فمسح جناحه على ظهري، فقمت وأسبغت الوضوء وصليت ركعتين ثم غلبتني عيني وأتاني آت في منامي وعليه ثياب بيض، فجلس عند رأسي ونفخ في وجهي وفي قفاي فقمت و أنا خائفة فأسبغت الوضوء وأديت أربعا، ثم غلبتني عيني وأتاني آت في منامي، وأقعدني ورقاني وعوذني، فأصبحت وكان يوم أم سلمة [المباركة]، فدخلت في ثوب [ي] حمامة، ثم أتيت أم سلمة فنظر النبي صلى الله عليه وآله إلى وجهي فرأيت أثر السرور في وجهه صلى الله عليه وآله فذهب عني ما كنت أجد وحكيت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله.
فقال: أبشري، أما الأول فخليلي عزرائيل الموكل بأرحام النساء [يفتحها]، و أما الثاني فخليلي ميكائيل الموكل بأرحام أهل بيتي (ف) نفخ فيك، [ف] قلت: نعم، فبكى، [قالت:] ثم ضمني إليه 1 وقال: (و) أما الثالث، فذاك 2 حبيبي جبرئيل يخدمه 3 الله ولدك، فرجعت فنزل 4 تمام الستة. 5 توضيح: قال الجوهري: وإني لأجد في نفسي سخنة بالتحريك، وهي فضل حرارة تجدها مع وجع، قولها عليها السلام: وأنا بعيدة عن المطعم والمشرب أي لا أجدهما ولا أشتهيهما. ولا يخفى تنافي الأخبار الواردة في مدة الحمل وأخبار الستة أشهر أشهر وأكثر وأقوى.
2 - أمالي الصدوق: أحمد بن الحسين، عن السكري، عن الجوهري، عن الضبي، عن الحسين بن يزيد، عن عمر بن علي بن الحسين عليهما السلام، عن فاطمة بنت الحسين عليه السلام، عن أسماء بنت أبي بكر، عن صفية بنت عبد المطلب، قالت: لما سقط الحسين عليه السلام من بطن أمه وكنت وليتها عليها السلام، قال النبي صلى الله عليه وآله: يا عمة هلمي إلي ابني، فقلت: يا رسول الله إنا لم ننظفه بعد، فقال صلى الله عليه وآله: يا عمة أنت تنظفينه؟! إن الله تبارك وتعالى قد نظفه وطهره 6.
Sayfa 12
3 - ومنه: بهذا الاسناد عن صفية بنت عبد المطلب، قالت: لما سقط الحسين عليه السلام من بطن أمه فدفعته إلى النبي صلى الله عليه وآله، فوضع النبي صلى الله عليه وآله لسانه في فيه، وأقبل الحسين عليه السلام على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله يمصه، قالت: فما كنت أحسب رسول الله صلى الله عليه وآله يغذوه إلا لبنا أو عسلا، قالت: فبال الحسين فقبل النبي صلى الله عليه وآله بين عينيه، ثم دفعه إلي وهو يبكي ويقول: لعن الله قوما هم قاتلوك يا بني، يقولها ثلاثا، قال: فقلت: فداك أبي وأمي، ومن يقتله؟! قال: بقية الفئة الباغية من بني أمية لعنهم الله 1.
4 - عيون المعجزات: وروى العلائي 2 في كتابه، يرفع الحديث إلى صفية بنت عبد المطلب، قالت: لما سقط الحسين بن فاطمة عليهما السلام كنت بين يديها.
فقال (لي) النبي صلى الله عليه وآله: هلمي إلي بابني، فقلت: يا رسول الله إنا لم ننظفه بعد، فقال لي النبي صلى الله عليه وآله: أنت تنظفينه؟! إن الله تعالى قد نظفه وطهره.
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله قام إليه وأخذه فكان يسبح ويهلل ويمجد صلوات الله عليه 3.
5 - كمال الدين: ماجيلويه، عن عمه، عن البرقي، عن الكوفي، عن أبي الربيع الزهراني، عن جرير 4، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، قال: قال ابن عباس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن لله تعالى ملكا يقال له: دردائيل، كان له ستة عشر ألف جناح ما بين الجناح إلى الجناح هواء، والهواء كما بين السماء والأرض 5، فجعل يوما يقول في نفسه: أفوق ربنا جل جلاله شئ؟ فعلم الله تبارك و تعالى ما قال، فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان وثلاثون ألف جناح، ثم أوحى الله عز وجل إليه أن طر، فطار مقدار خمسمائة عام (6)، فلم ينل رأسه 7 قائمة من قوائم العرش،
Sayfa 13
فلما علم الله عز وجل أتعابه أوحى إليه: أيها الملك عد إلى مكانك فأنا عظيم فوق كل عظيم وليس فوقي شئ ولا أو صف بمكان، فسلبه الله تعالى أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة، فلما ولد الحسين بن علي عليهما السلام، وكان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة أوحى الله إلى مالك خازن النار 1: أن أخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد صلى الله عليه وآله وأوحى (الله) إلى رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنان وطيبها لكرامة مولود 2 ولد لمحمد صلى الله عليه وآله في دار الدنيا، وأوحى الله تبارك وتعالى إلى الحور العين [أن] تزين وتزاورن لكرامة مولود ولد لمحمد صلى الله عليه وآله في دار الدنيا.
وأوحى الله عز وجل إلى الملائكة أن قوموا صفوفا بالتسبيح والتحميد والتمجيد والتكبير لكرامة مولود ولد لمحمد صلى الله عليه وآله في دار الدنيا، وأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل عليه السلام أن اهبط إلى نبيي محمد في ألف قبيل، والقبيل ألف ألف ملك [من الملائكة] على خيول بلق مسرجة ملجمة عليها قباب الدر والياقوت، [و] معهم ملائكة يقال لهم الروحانيون، بأيديهم حراب وأطباق من نور، أن هنوا (4) محمدا بمولود (5).
وأخبره يا جبرئيل إني قد سميته الحسين (وهنئه) وعزه، وقل له: يا محمد يقتله شرار أمتك على شرار الدواب، فويل للقاتل وويل للسائق وويل للقائد، قاتل الحسين عليه السلام أنا منه برئ وهو مني برئ لأنه لا يأتي أحد يوم القيامة إلا وقاتل الحسين عليه السلام أعظم جرما منه، قاتل الحسين عليه السلام يدخل النار يوم القيامة مع الذين يدعون مع الله إلها آخر، والنار أشوق إلى قاتل الحسين عليه السلام ممن أطاع الله إلى الجنة.
قال: فبينا جبرئيل عليه السلام يهبط من السماء إلى الأرض إذ مر بدردائيل، فقال له دردائيل: يا جبرئيل ما هذه الليلة في السماء؟ هل قامت القيامة على أهل الدنيا؟
قال: لا، ولكن ولد لمحمد صلى الله عليه وآله مولود في دار الدنيا وقد بعثني الله عز وجل لأهنئه بمولوده، فقال الملك (له): يا جبرئيل بالذي خلقك وخلقني إن، هبطت إلى محمد
Sayfa 14
صلى الله عليه وآله فاقرأه مني السلام وقل له:
بحق هذا المولود عليك إلا سألت (الله) ربك أن يرضى عني ويرد علي أجنحتي ومقامي من صفوف الملائكة، فهبط جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وهنأه كما أمر الله عز وجل وعزاه، فقال النبي صلى الله عليه وآله: تقتله أمتي؟! [ف] قال [له]:
نعم [يا محمد]، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما هؤلاء بأمتي، أنا برئ منهم، والله عز وجل برئ منهم، قال جبرئيل: وأنا برئ منهم يا محمد.
فدخل النبي صلى الله عليه وآله على فاطمة عليها السلام وهنأها وعزاها، فبكت فاطمة وقالت: يا ليتني لم ألده، قاتل الحسين في النار، [و] قال النبي صلى الله عليه وآله: (و) أنا أشهد بذلك يا فاطمة، ولكنه لا يقتل حتى يكون منه إمام يكون منه 1 الأئمة الهادية بعده.
ثم قال صلى الله عليه وآله: الأئمة بعدي: الهادي علي، المهدي الحسن، الناصر الحسين، المنصور علي بن الحسين، الشافع محمد بن علي، النفاع جعفر بن محمد، الأمين موسى بن جعفر، الرضا علي بن موسى، الفعال محمد بن علي، المؤتمن علي بن محمد، العلام الحسن بن علي، ومن يصلي خلفه عيسى بن مريم عليه السلام [القائم عليه السلام]، فسكنت 2 فاطمة عليها السلام من البكاء.
ثم أخبر جبرئيل عليه السلام [النبي صلى الله عليه وآله] بقضية 3 الملك وما أصيب به، قال ابن عباس: فأخذ النبي صلى الله عليه وآله الحسين عليه السلام وهو ملفوف في خرق من صوف، فأشار به إلى السماء، ثم قال:
اللهم بحق هذا المولود عليك، لا بل بحقك عليه وعلى أجداده 4 محمد وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، إن كان للحسين بن علي [و] ابن فاطمة عندك حق 5 فارض عن دردائيل ورد عليه أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة، فاستجاب الله دعاءه، وغفر للملك [ورد عليه أجنحته ورده إلى صفوف الملائكة]، والملك لا يعرف في الجنة إلا بأن يقال: هذا مولى الحسين بن علي، ابن رسول الله صلى الله عليه وآله 6.
Sayfa 15
توضيح: لعل هذا على تقدير صحة الخبر كان بمحض خطور البال من غير اعتقاد بكون الباري تعالى ذا مكان، أو المراد بقوله: فوق ربنا شئ، فوق عرش ربنا، إما مكانا أو رتبة، فيكون ذلك منه تقصيرا في معرفة عظمته وجلاله، فيكون على هذا ذكر نفي المكان لرفع ما يتوهم متوهم، والله يعلم.
الأئمة، الصادق عليه السلام 6 - في حديث المفضل: بطوله الذي يأتي بإسناده في كتاب الغيبة عن الصادق عليه السلام أنه قال صلوات الله عليه: كان ملك من المقربين يقال له: صلصائيل، بعثه الله في بعث فأبطأ، فسلبه ريشه ودق جناحيه 1 وأسكنه في جزيرة من جزائر البحر [و هو عند الناس أنه سها وغفل عن تسبيحه فعاقبه الله بهذه العقوبة] إلى ليلة ولد الحسين عليه السلام فنزلت 2 الملائكة (و) استأذنت الله في تهنئة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وتهنئة أمير المؤمنين عليه السلام وفاطمة عليها السلام، فأذن الله لهم، فنزلوا أفواجا من العرش و من سماء (إلى) سماء، فمروا بصلصائيل وهو ملقى بالجزيرة، (فلما نظروا إليه وقفوا) فقال لهم: يا ملائكة ربي إلى أين تريدون؟ وفيم هبطتم؟ فقالت (له) الملائكة: يا صلصائيل، قد ولد في هذه الليلة أكرم مولود ولد في الدنيا بعد جده رسول الله صلى الله عليه وآله، و أبيه علي، وأمه فاطمة، وأخيه الحسن، وهو الحسين عليه السلام.
وقد استأذنا الله في تهنئة حبيبه 3 محمد صلى الله عليه وآله به 4 فأذن لنا، فقال صلصائيل: يا ملائكة الله 5، إني أسألكم بالله ربنا وربكم، وبحبيبه محمد صلى الله عليه وآله، و بهذا المولود، أن تحملوني معكم إلى حبيب الله [محمد] وتسألونه وأسأله أن يسأل الله
Sayfa 16
بحق هذا المولود الذي وهبه الله له، أن يغفر لي خطيئتي ويجبر كسر جناحي ويردني إلى مقامي مع الملائكة المقربين.
فحملوه وجاءوا (به) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فهنوه بابنه الحسين، وقصوا عليه قصة الملك، وسألوه مسألة الله والأقسام 1 عليه بحق الحسين عليه السلام، أن يغفر له خطيئته ويجبر كسر جناحه ويرده إلى مقامه مع الملائكة (المقربين)، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل على فاطمة عليها السلام، فقال لها: (يا موفقة) ناوليني ابني الحسين عليه السلام، فأخرجته إليه (في تصريبه) مقموطا يناغي جده رسول الله صلى الله عليه وآله.
فخرج به إلى الملائكة فحمله على بطن 2 كفه، فهللوا وكبروا وحمدوا الله تعالى وأثنوا عليه [فزادوا في تهنئة رسول الله)، فتوجه به إلى القبلة [ورفعه] نحو السماء، فقال: اللهم إني أسألك بحق ابني الحسين عليه السلام [عليك] أن تغفر لصلصائيل [الملك] خطيئته وتجبر (كسر) جناحه وترده إلى مقامه مع الملائكة المقربين [فهبط جبرئيل عليه السلام، فقال: يا رسول الله، ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك: ما كانت خطيئة الملك إلا شك فيما أعطيتكم من فضلي عليكم، فعاقبته وقد غفرت]، (فتقبل الله تعالى من النبي صلى الله عليه وآله ما أقسم به عليه، وغفر لصلصائيل) خطيئته (وجبر كسر جناحه ورده) 3 إلى مقامه مع الملائكة (المقربين) 4.
7 - أمالي الصدوق: العطار، عن أبيه، عن الأشعري، عن موسى بن عمر، عن عبد الله بن صباح، عن إبراهيم بن شعيب، قال: سمعت [الصادق] أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الحسين بن علي عليهما السلام لما ولد أمر الله عز وجل جبرئيل عليه السلام أن يهبط في ألف من الملائكة فيهنئ رسول الله صلى الله عليه وآله من الله عز وجل ومن جبرئيل، قال:
فهبط جبرئيل عليه السلام فمر على جزيرة في البحر فيها ملك يقال له: فطرس، كان من الحملة، فبعثه الله عز وجل في شئ فأبطأ عليه، فكسر جناحه وألقاه في تلك
Sayfa 17
الجزيرة، فعبد الله تبارك وتعالى فيها سبعمائة عام حتى ولد الحسين بن علي عليهما السلام فقال الملك لجبرئيل: يا جبرئيل، أين تريد؟ قال: إن الله عز وجل أنعم على محمد صلى الله عليه وآله بنعمة فبعثت أهنئه من الله ومني.
فقال: يا جبرئيل احملني معك لعل محمدا صلى الله عليه وآله يدعو لي، قال: فحمله، قال: فلما دخل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله هنأه من الله عز وجل ومنه وأخبره بحال فطرس، فقال النبي صلى الله عليه وآله: قل له: تمسح بهذا المولود وعد إلى مكانك، قال:
فتمسح فطرس بالحسين بن علي عليهما السلام وارتفع.
فقال: يا رسول الله، أما إن أمتك ستقتله وله علي مكافأة ألا يزوره زائر إلا أبلغته عنه، ولا يسلم عليه مسلم إلا أبلغته سلامه، ولا يصلي عليه مصل إلا أبلغته صلاته، ثم ارتفع. 1 كامل الزيارات: محمد بن جعفر الرزاز، عن ابن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن إبراهيم بن شعيب، مثله 2.
أقول: قد مضى بتغيير ما في باب أخذ ميثاقهم من الملائكة.
8 - المناقب لابن شهرآشوب: ابن عباس والصادق عليه السلام، مثله.
ثم قال: وقد ذكر الطوسي في المصباح رواية عن القاسم بن (أبي) العلاء الهمداني حديث فطرس الملك في الدعاء.
وفي المسألة الباهرة في تفضيل الزهراء الطاهرة: عن أبي محمد الحسن بن طاهر القائيني الهاشمي: إن الله تعالى كان خيره بين عذابه في الدنيا أو في الآخرة، فاختار عذاب الدنيا، فكان معلقا بأشفار عينيه في جزيرة في البحر، لا يمر به حيوان، وتحته دخان منتن غير منقطع، فلما أحس الملائكة نازلين سأل من مر به منهم عما أوجب لهم ذلك؟
فقال: ولد للحاشر النبي الأمي أحمد من بنته ووصيه ولد يكون منه أئمة الهدى إلى يوم القيامة، فسأل من أخبره أنه يهنئ رسول الله صلى الله عليه وآله بتلك عنه، ويعلم
Sayfa 18
حاله، فلما علم النبي صلى الله عليه وآله بذلك سأل الله تعالى أن يعتقه للحسين عليه السلام، ففعل سبحانه.
فحضر فطرس وهنأ النبي صلى الله عليه وآله وعرج إلى موضعه وهو يقول: من مثلي وأنا عتاقة الحسين بن علي وفاطمة وجده أحمد الحاشر. 1 توضيح: العتاقة بالفتح: الحرية، وهو يقول: فلان مولى عتاقة، فالمصدر بمعنى المفعول، ولعله سقط لفظ المولى من النساخ.
9 - السرائر لابن إدريس: في جامع البزنطي: عن حيان 2 مولى سدير، عن أبي عبد الله عليه السلام، وعن رجل من أصحابنا: أن أبا عبد الله عليه السلام قال: إن فطرس ملك كان يطوف بالعرش، فتلكأ في شئ من أمر الله فقص جناحيه 3 ورمى به على جزيرة من جزائر البحر.
فلما ولد الحسين عليه السلام هبط جبرئيل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يهنئه بولادة الحسين عليه السلام، فمر به، فعاذ بجبرئيل عليه السلام، فقال: قد بعثت إلى محمد صلى الله عليه وآله أهنئه بمولود ولد له، فإن شئت حملتك إليه؟ فقال: قد شئت، فحمله فوضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله، فبصبص بإصبعه إليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: إمسح جناحك بحسين عليه السلام، فمسح جناحه بحسين عليه السلام، فعرج. 4 توضيح: تلكأ عن الامر تلكؤا: تباطأ عنه وتوقف.
10 - التهذيب: علي بن الحسين، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن موسى، عن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إذا سقط لستة أشهر فهو تام.
وذلك أن الحسين بن علي صلوات الله عليه ولد وهو ابن ستة أشهر 5.
11 - أمالي الطوسي: الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمد بن وهبان،
Sayfa 19
عن أحمد بن إبراهيم، عن الحسن بن علي الزعفراني، عن البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: حمل الحسين (بن علي) عليهما السلام ستة أشهر، وأرضع سنتين، وهو قول الله عز وجل: " ووصينا الانسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ". 1 12 - الكافي: العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن عبد الرحمان العرزمي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان بين الحسن والحسين عليهما السلام طهر، وكان بينهما في الميلاد ستة أشهر وعشرا. 2 الرضا، عن ابائه، عن علي بن الحسين عليهما السلام 13 - عيون أخبار الرضا: بالأسانيد الثلاثة، عن الرضا، عن آبائه، عن علي بن الحسين عليهم السلام، عن أسماء بنت عميس، قالت: (قبلت جدتك فاطمة بالحسن والحسين عليهما السلام، فلما ولد الحسن عليه السلام) 3 جاء النبي صلى الله عليه وآله، وساق الحديث في ولادة الحسن عليه السلام كما مر في باب كيفية ولادته إلى أن قال: فلما كان بعد حول ولد الحسين عليه السلام وجاءني النبي صلى الله عليه وآله، فقال: يا أسماء، هلمي ابني، فدفعته إليه في خرقة بيضاء.
فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ووضعه في حجره، فبكى، فقالت أسماء: (قلت: فداك أبي وأمي)، مم بكاؤك؟ قال: على ابني هذا، قلت: إنه ولد الساعة يا رسول الله! فقال: تقتله الفئة الباغية من بعدي، لا أنالهم الله شفاعتي، ثم قال: يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا فإنها قريبة عهد بولادته.
ثم قال لعلي عليه السلام: أي شئ سميت ابني؟ قال: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله، و (قد) كنت أحب أن اسميه حربا، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ولا أسبق باسمه ربي عز وجل، ثم هبط جبرئيل عليه السلام، فقال: يا محمد، العلي الاعلى يقرؤك 4 السلام ويقول لك:
Sayfa 20
علي منك كهارون من موسى، سم ابنك [هذا] باسم ابن هارون، قال النبي صلى الله عليه وآله: وما اسم ابن هارون؟ قال: شبير، قال النبي صلى الله عليه وآله: لساني عربي، قال جبرئيل عليه السلام: سمه الحسين، (فسماه الحسين) عليه السلام، فلما كان يوم سابعه عق النبي صلى الله عليه وآله بكبشين أملحين، و أعطى القابلة فخذا ودينارا، ثم حلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقا، وطلى رأسه بالخلوق، فقال: يا أسماء الدم فعل الجاهلية. 1 صحيفة الرضا: عن آبائه عليهم السلام، مثله. 2 أقول: قد مر تمام الخبر في باب كيفية ولادة الحسن بأسانيد، وقد مرت أخبار أخر تركناها خوفا للإطالة.
الكتب:
14 - المناقب لابن شهرآشوب: كتاب الأنوار: إن الله تعالى هنأ النبي صلى الله عليه وآله بحمل الحسين عليه السلام وولادته، وعزاه بقتله، فعرفت فاطمة فكرهت ذلك، فنزلت: " حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا " فحمل النساء تسعة أشهر، ولم يولد مولود لستة أشهر عاش غير عيسى والحسين عليهما السلام. 3 3 - باب رضاعه عليه السلام الاخبار: الصحابة والتابعين 1 - المناقب لابن شهرآشوب: عن أبي المفضل بن خير 4 بإسناده أنه اعتلت فاطمة لما ولدت الحسين عليه السلام وجف لبنها، فطلب رسول الله صلى الله عليه وآله مرضعا فلم يجد، فكان يأتيه فيلقمه إبهامه فيمصها، ويجعل الله له في إبهام رسول الله رزقا يغذوه.
Sayfa 21
ويقال: بل كان رسول الله صلى الله عليه وآله يدخل لسانه في فيه فيغره كما يغر الطائر فرخه، فجعل الله له في ذلك رزقا، ففعل أربعين يوما وليلة، فنبت لحمه من لحم رسول الله صلى الله عليه وآله 1.
توضيح: قال الجوهري: غر الطائر فرخه يغره غرا أي زقه.
2 - المناقب لابن شهرآشوب: برة ابنة أمية الخزاعي، قالت: لما حملت فاطمة عليها السلام بالحسن، خرج النبي صلى الله عليه وآله في بعض وجوهه، فقال لها: إنك ستلدين غلاما قد هنأني به جبرئيل، فلا ترضعيه حتى أصير إليك، قالت: فدخلت على فاطمة حين ولدت الحسن عليه السلام وله ثلاث ما أرضعته، فقلت لها: أعطينيه حتى أرضعه، فقالت: كلا.
ثم أدركتها رقة الأمهات فأرضعته، فلما جاء النبي صلى الله عليه وآله، قال لها: ماذا صنعت؟ قالت: أدركني عليه رقة الأمهات فأرضعته، فقال: أبى الله عز وجل إلا ما أراد، فلما حملت بالحسين عليه السلام قال لها: يا فاطمة إنك ستلدين غلاما قد هنأني به جبرئيل عليه السلام، فلا ترضعيه حتى أجئ إليك ولو أقمت شهرا، قالت: أفعل ذلك، وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض وجوهه.
فولدت فاطمة عليها السلام فما أرضعته حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها: ماذا صنعت؟ قالت: ما أرضعته، فأخذه فجعل لسانه في فمه فجعل الحسين عليه السلام يمص حتى قال النبي صلى الله عليه وآله: إيها حسين إيها حسين، ثم قال: أبى الله إلا ما يريد: أي فيك وفي ولدك، يعني الإمامة 2.
الأئمة: الصادق عليهم السلام 3 - أمالي الصدوق: أبي، عن سعد، عن البرقي، عن محمد بن عيسى وأبي إسحاق النهاوندي، عن عبيد الله بن حماد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: [و] أقبل جيران أم أيمن إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقالوا: يا رسول الله إن أم أيمن لم تنم البارحة من البكاء، لم تزل تبكي حتى أصبحت.
Sayfa 22