(ق186أ)
حديث زهير بن صرد.
52 - أخبرنا الشيخ أبو القاسم عبد الواحد بن القاسم بن الفضل بن عبد الواحد الصيدلاني، قراءة عليه بأصبهان قيل له: أخبركم أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود الثقفي، قراءة عليه وأنت تسمع، فأقر به، أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة (ح) وأخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح، سبط حسين بن عبد الملك بن منده الصيدلاني، بأصبهان، أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحسين بن الحارث، سنة اثنتي عشرة وخمسمائة وأنا حاضر، قال: أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه، سنة ثلاثين وأربعمائة، وأنا حاضر، قالا: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني: ثنا حدثنا عبيد الله بن رماحس القيسي، برمادة رملة سنة أربع مائة وسبعين ومائتين - في رواية ابن فاذشاه - وكان قد أتت عليه مائة وعشر سنين -، ثنا أبو عمرو زياد بن طارق، وكان قد أتت عليه عشرون ومائة سنة - قال: سمعت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي، يقول: لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين يوم هوازن، وذهب يفرق السبي والشاه أتيته فأنشأت أقول هذا الشعر - وفي رواية ابن فاذشاه، وجعل يفرق الغنائم والسبي، أتيته فأنشدته هذه الأبيات-:
امنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وننتظر.
امنن على بيضة قد عاقها قدر ... مشتت شملها في دهرها غير.
أبقت (1) لنا الدهر هتافا على حزن ... على قلوبهم الغماء والغمر.
إن لم تداركهم نعماء تنشرها ... يا أرجح الناس حلما حين يختبر.
امنن على نسوة قد كنت ترضعها ... إذ فوك تملأه من محضها الدرر.
إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها ... وإذ يزينك ما تأتي وما تذر.
لا تجعلنا كمن شالت نعامته ... فاستبق منا فإنا معشر زهر.
إنا لنشكر للنعماء إذ كفرت ... وعندنا بعد هذا اليوم مدخر.
فألبس العفو من قد كنت ترضعه ... من أمهاتك إن العفو مشتهر.
يا خير من مرحت كمت الجياد به ... عند (2) الهياج إذا ما استوقد الشرر.
إنا نؤمل عفوا منك نلبسه ... هادي البرية إذ تعفو وتنتصر.
فاعف (3) عفا الله عما أنت راهبه ... يوم القيامة إذ يهدي لك الظفر.
قال: فلما سمع هذا الشعر قال صلى الله عليه وسلم: ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم وقالت قريش: ما كان لنا فهو لله ولرسوله، وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لله ولرسوله. هذا لفظ رواية ابن ريذة، وفي رواية ابن فاذشاه ... (4) في أول البيت الثالث: (وعنده يوم الهياج)، وعنده (فاغفر عفا الله)، وفي آخره (فلما أنشدته صلى الله عليه وسلم هذه الأبيات، فلما سمع هذا الشعر قال: أما ما كان لي ولبني هاشم فهو لكم، وقالت قريش: ما كان لنا فهو لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فانصرفوا بغنائمهم أجمع).
Sayfa 47