وهذه الفواحش لا تصدر من مؤمن فكيف يقال تغلب العدالة في أهلها، سبحانك هذا أفك عظيم ثم استطرد البيطار عافنا الله وإياه في مدح كلاب النار ولقد اغنانا الله وله الحمد عن ذلك الهذر بما ثبت وصح وتواتر تواترا بالمعنى على الأقل عن الصادق المعصوم (صلى الله عليه وآله وسلم) من ذمهم والتحذير منهم ومن الاغترار بشيء مما يتظاهرون به كما سبقت الإشارة إلى ذلك ولا قيمة عندنا لقول أحد في مقابلة قول الله تعالى أو قول رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بل نحن إن شاء الله تعالى كما قال شيخنا العلامة ابن شهاب الدين أحسن الله مجازاته:
لدى الحق خشن لا نداجي طوائفا .... لديهم دليل الوحي غير مسلم
سراعا إلى التأويل طبق مرادهم .... لدفع صريح الحق بالمتوهم
هل الدين بالقرآن والسنة التي .... بها جئت أم أحكامه بالتحكم
ولكن عن التمويه ينكشف الغطا .... لدى الحكم الديان يوم التندم
وما ذكر الشيخ آنفا به الشيعة في قوله بخلاف من يوصف إلخ فهو مما لا يصح على إطلاقه وكيف وفيهم الكثير الطيب من سلالة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والعدد الجم من أئمة الهدى من أهل العلم والفضل والزهادة والعبادة والورع والعدالة من الذين أثنى عليهم المخالف والموافق ومع هذا نقول إن الشيعة طائفة من أهل الإسلام فيهم العدل الثقة الأمين وفيهم من ليس كذلك وحب علي (عليه السلام) وإن كان إيمانا لا يعصم المتصف به من الكذب ولكنه علامة صحة الإيمان وهو رأس المال فيبحث عما سواه ثم يحكم بإنصاف.
Sayfa 35