لأن رواية الراوي لمناقب الآل (عليهم السلام) ومثالب أعدائهم أمارة قوية دالة على متانة دينه وشدة يقينه ورغبته فيما عند الله تعالى ولذلك عرض نفسه وعرضه بما رواه للبلاء فصنيعه هذا يحمل المنصف على أن يغلب على ظنه صدقه لا سيما فيما له أو لجنسه أصل في الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة أو رواه غير من ذكر ولو من طرق فيها وهن ومن المعلوم أن الرواية الصحيحة لا تفيد أكثر من غلبة الظن وهي حاصلة هنا والتهمة منتفية هنا مهما نمقت الشبه ولكن التهمة واضحة جلية في رواية من يروي فضائل أنا تعطى الاقطاعات العظيمة لراوي مناقبهم ومخترعها ويقرب ويشفع من يشيعها ويعدل ويتسابق الراغبون في عرض الحياة الدنيا إلى الرواية عنه تعزيزا بها وتزلفا إلى أهل الشوكة ودمغا لرءوس الرافضة ونصرا للسنة بزعمهم ويمدح على ذلك وتأويل سيئاته ولا يلزم مما قلته أن كل ما روي في فضل الآل وشيعتهم (عليهم السلام) وفي ذم عداتهم صحيح ثابت، كلا،،، فقد قال الشيخ ابن حجر في (لسان الميزان) ما لفظه:
((وكم قد وضع الرافضة في فضل أهل البيت وعارضهم جهلة أهل السنة بفضائل معاوية بل بفضائل الشيخين وقد أغناهما الله وأعلى مرتبتهما عنهما)).اه.
حب علي علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق
ثم قال الشيخ ((ولا سيما أن عليا ورد في حقه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق)).اه
وأقول: ورود هذا وما في معناه صحيح ثابت وذلك يقضي بمدح محب علي (عليه السلام) وبذم مبغضه فكيف ساغ عكسهم القضية فوثقوا غالبا مبغض علي (عليه السلام) وهو منافق ووهنوا محبه مطلقا وهو مؤمن والشيخ رحمه الله تعالى من أعلم الناس بما صح في محب علي (عليه السلام) وفي مبغضه فصنيع القوم هنا مما يتحير العاقل المنصف في تأويله.
ثم قال الشيخ رحمه الله تعالى ((ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البعض ها هنا مقيد بسبب وهو كونه نصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم)).اه
وأقول: ليس الأمر كما ظهر له ودعواه التقييد وذكره السبب مما لا دليل عليه،،
Sayfa 22