" كأني أراهم قوما كأن وجوههم المجان المطرقة. يلبسون السرق والديباج. ويعتقبون الخيل العتاق. ويكون هناك استحرار قتل، حتى يمشي المجروح على المقتول، ويكون المفلت أقل من المأسور. فقال له بعض أصحابه: قد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب، فضحك عليه السلام وقال للرجل، وكان كلبيا: يا أخا كلب، ليس هو بعلم غيب، وإنما هو تعلم من ذي علم. وإنما علم الغيب علم الساعة وما عده الله سبحانه بقوله " إن الله عنده علم الساعة ، وينزل الغيث، ويعلم ما في الارحام، وما تدري نفس بأي أرض تموت. الاية " فيعلم الله سبحانه ما في الارحام من ذكر أو أنثى، وقبيح أو جميل، وسخي أو بخيل، وشقي أو سعيد، ومن يكون من النار حطبا، أو في الجنان لنبيين مرافقا. فهذا علم الغيب الذي لا يعلم أحدا إلا الله، وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه، ودعا لي بأن يعيه صدري، وتضطم عليه جوانحي " نهج البلاغة - الخطبة 128. ومنها، أحاديث قتال المهدي عليه السلام للترك، فعن الامام الصادق عليه السلام قال " أول لواء يعقده المهدي يبعثه إلى الترك فيهزمهم، ويأخذ ما معهم من السبي والاموال، ثم يسير إلى الشام فيفتحها " بشارة الاسلام ص 185. والتعبير بأول لواء يعقده يعني أنه أول جيش يبعثه عليه السلام ولايشارك فيه شخصيا، وقد ورد في الاحاديث أنه يبعثه بعد خوله إلى العراق، وبعد أن يكون خاض عدة معارك لتحرير الحجاز والعراق. ويحتمل أن يكون المقصود بالترك هنا ترك تركيا، ولكن الاقرب أن يكونوا الروس الذين يحاربهم السفياني في معركة قرقيسيا، ثم لا يكون النصر لطرف منهم على الاخر، ثم يكون استئصالهم على يد المهدي عليه السلام، كما تذكر الاحاديث، ويكون خراب بلادهم بالصواعق.
--- [ 58 ]
Sayfa 57