Rönesans: Çok Kısa Bir Giriş
عصر النهضة: مقدمة قصيرة جدا
Türler
وعلى غرار معظم مشروعاته الطموحة من الناحية التقنية، فإن حصان ليوناردو لم يشيد قط. فقد انتقل ليوناردو إلى مكان آخر، وبحلول عام 1504 كان في خضم مفاوضات مع السلطان العثماني بايزيد الثاني لبناء جسر بطول 350 مترا فوق البوسفور. فكتب ليوناردو إلى بايزيد قائلا: «سوف أقيمه مرتفعا مثل القنطرة حتى تتمكن السفينة منشورة الأشرعة من الإبحار تحته.» وعندما استاء بايزيد من تصميمات ليوناردو غير الواقعية، استبعده وبدأ مفاوضاته مع مايكل أنجلو. وكان من أكبر أخطاء ليوناردو في التقدير هو عدم تقديم أفكاره للطباعة. ونتيجة ذلك - وعلى خلاف دورر - لم يترك ليوناردو أي ابتكارات ملموسة للأجيال اللاحقة. فظل شخصية لامعة لكنها غامضة، إلى أن أنقذه والتر باتر من السقوط في بئر النسيان في القرن التاسع عشر.
الفلسفة الطبيعية
لم يكن هناك تفريق بين العلم والفلسفة والسحر في القرن الخامس عشر، فجميعها كان يندرج تحت المصطلح العام «الفلسفة الطبيعية». ومن بين العوامل الرئيسية لتطور الفلسفة الطبيعية كان استعادة أعمال المؤلفين الكلاسيكيين، لا سيما أعمال أرسطو وأفلاطون. ففي بداية القرن الخامس عشر، ظل أرسطو أساس كل التفكير البحثي في الفلسفة والعلم. وقد قدم أرسطو - الذي ظلت أعماله على قيد الحياة في الترجمات والشروح العربية التي قدمها ابن رشد وابن سينا - منظورا نظاميا عن علاقة البشرية مع العالم الطبيعي. أما النصوص الباقية مثل كتبه: «الفيزياء» و«الميتافيزيقا»، و«علم الأرصاد الجوية»؛ فزودت الباحثين بالأدوات المنطقية لفهم القوى التي خلقت العالم الطبيعي. فالجنس البشري موجود في هذا العالم باعتباره «حيوانا سياسيا» فانيا، مقدرا له أن يشكل المجتمعات الاجتماعية بفضل قدرته على الفهم بطريقة أرقى وأكثر من أي حيوان آخر. ومن بداية القرن الخامس عشر، بدأ الباحثون الإنسانيون في ترجمة أعمال أرسطو إلى اللاتينية واكتشاف نصوص جديدة مثل «فن الشعر»، والكتاب الأرسطي الزائف «الميكانيكا». أما المهندسون في البناء والتشييد فقد استخدموا كتاب «الميكانيكا» الذي يصف الحركة والمعدات الميكانيكية. وفي عالم الإدارة السياسية والمحلية، ترجم ليوناردو بروني كتب «السياسات» و«علم الأخلاق إلى نيقوماخوس» و«الاقتصادي»، وهذا الأخير عبارة عن دراسة عن تنظيم المزارع والمنازل، والتي أكد أنها مهمة للنظام المدني في المجتمع الإيطالي في القرن الخامس عشر.
شكل 5-5: دراسات ليوناردو لعمل قالب مصبوب لتصميم حصان سفورزا والتي أكملها في عام 1498. لكن التمثال لم يكتمل على الإطلاق.
5
وفي الوقت الذي بدأ فيه الباحثون الإنسانيون نشر ترجمات وشروح جديدة لأعمال أرسطو، فإنهم استعادوا كذلك مجموعة كاملة من أعمال المؤلفين الكلاسيكيين، والرسامين المنظوريين الفلسفيين، الذين غفلهم التاريخ، وأهمها أنصار المدارس الفلسفية الرواقية والشكوكية والأبيقورية والأفلاطونية. وكان التطور الأهم هو استعادة وترجمة أعمال أفلاطون معلم أرسطو. كانت الأفلاطونية الصوفية المثالية لمارسيليو فيتشينو، ونيكولاس من كوسا، وجوفاني بيكو ديلا ميراندولا، تؤكد - على خلاف معتقد أرسطو - أن الروح خالدة، وكانت تطمح لوحدة كونية ولحب الحقيقة المطلقة. فكان فيتشينو في كتابه «اللاهوت الأفلاطوني» (1474) يرى أن الروح المحبوسة في ذلك الجسد الأرضي «تحاول أن تشبه نفسها بالرب». وكان فيتشينو يقول بأن أفلاطون:
كان يعتبر أنه من العدل والتقوى أن العقل البشري - الذي يتلقى كل شيء من الله - يجب أن يعيد إليه كل شيء. ومن ثم، لو كرسنا أنفسنا للفلسفة الأخلاقية، فإنه يحثنا على تنقية روحنا حتى تصبح في نهاية المطاف صافية، مما يمكنها من رؤية النور الإلهي، وعبادة الله.
كان هذا المنهج الأفلاطوني يتمتع بميزتين واضحتين عن الفكر الأرسطي؛ الأولى هي أنه كان من الممكن ملاءمتها بصورة أسهل بكثير في الإيمان المسيحي في خلود الروح والعبادة الفردية لله الذي كان سائدا في القرن الخامس عشر. والميزة الثانية هي أنها عرفت التفكير الفلسفي بصفته أثمن ممتلكات المرء. لقد رفعت نسخة فيتشينو من الأفلاطونية بمهارة من مستوى مهنته كفيلسوف، كما أن رفضه للسياسة وتفضيله للتأمل الصوفي كان يلائم الفلسفة السياسية لراعي فيتشينو؛ وهو حاكم فلورنسا كوزيمو ميديتشي الذي عين فيتشينو رئيسا لأكاديميته الفلسفية في عام 1463.
سرعان ما وسع الفلاسفة اللاحقون الأفلاطونية المحدثة التي قدمها فيتشينو ونقحوها. ففي مقدمة كتاب «الاستنتاجات» (1486)، حاول جوفاني بيكو ديلا ميراندولا خلق ما أسماه «التناغم بين أفلاطون وأرسطو »، في محاولة لتوحيد الفلسفة الكلاسيكية مع المسيحية. واعتمد بيكو على النصوص اليهودية والعربية الصوفية (وقد بدأ تعلم اللغة العربية تقديرا لأهمية الفلسفة العربية) لتأسيس الفلسفة الطبيعية باعتبارها أفضل طريقة للبحث الميتافيزيقي. وزعم أن «الفلسفة الطبيعية سوف تهدئ الصراع واختلافات الرأي التي تعكر صفو الروح وتشتتها وتجرحها». ولسوء الحظ، تعرض كتاب بيكو «الاستنتاجات» للتحقيق من جانب لجنة باباوية أدانت بعض فرضياته باعتبارها هرطقة. أما الباحثون اللاحقون في عصر النهضة فكانوا أكثر اهتماما بملاحظات بيكو الافتتاحية في كتاب «الاستنتاجات»، حيث اعتبروا أنها تقدم رؤية جديدة للشخصية الفردية. واستنادا إلى ما قدمه أفلاطون، أكد بيكو في مقدمته أن الإنسان «صانع وصائغ نفسه»، حيث يتمتع بحرية «أن يمتلك ما يتمناه، وأن يكون ما يريده». وبالنسبة لكتاب القرن التاسع عشر - مثل والتر باتر - أصبحت مقدمة بيكو التصريح الكلاسيكي عن الفردية ومولد إنسان النهضة، وفي عام 1882، أعطيت عنوانها الإنجليزي: «خطبة عن كرامة الإنسان»، تلك العبارة التي لم يستخدمها بيكو نفسه قط.
استمر كل من أفلاطون وأرسطو في التأثير على الفن والأدب والفلسفة والعلم في القرن السادس عشر بشكل هائل. وقد ألهمت الأفلاطونية المحدثة العمل الفني والأدبي لشخصيات متنوعة مثل مايكل أنجلو وإراسموس وسبنسر، بينما ظلت الأرسطية كيانا متنوعا من الأعمال بدرجة تكفي لدعوة العلماء والفلاسفة لمراجعتها وفقا لعالمهم المتسع. ومع ذلك، ومع اقتراب نهاية ذلك القرن، كانت المنزلة الفكرية الرائدة لكلا الفيلسوفين تتآكل ببطء دون شك. فقد أدى اكتشاف أمريكا إلى أن يدرك مونتين في عام 1580 أن عمل أرسطو وأفلاطون «لا يمكن أن ينطبق على هذه الأراضي الجديدة». كما أدى دحض جاليليو لنظريات أرسطو الخاصة بالحركة والسرعة وطبيعة الكون في بدايات القرن السابع عشر إلى استنتاج مفاده: «إنني أشك بقوة في أن أرسطو قد أجرى أي اختبار قائم على التجربة.»
Bilinmeyen sayfa