260

أما ثروة كبار رجالهم، فإنا نذكر لك هنا على سبيل المثال نصا هاما يصح أن نتخذه أساسا لتقدير ثروة أسرة الفضل بن سهل أو أسرة طاهر بن الحسين أو غيرهما من أساطين الدولة وأقطاب المملكة، وهو النص الذي رواه سهل بن هارون، أحد المعاصرين، خاصا بثروة البرامكة، وكلامه حجة لا محالة لأنه إلى جانب كونه من المعاصرين الواقفين على مجريات الأمور وبواطنها في ذلك العهد، فقد كان يشغل وظيفة خازن دار الحكمة في أيام المأمون، قال: «... وأمر الرشيد بضم أموالهم فوجد من العشرين ألف ألف التي كانت مبلغ جبايتهم اثني عشر ألف ألف مكتوب على بدرها صكوك مختومة تفسيرها رقيما حبوا بها، فما كان منها حباء على غريبة أو استطراف ملحة تصدق به يحيى، وأثبت ذلك في ديوانها على تواريخ أيامها، فكان ديوان إنفاق واكتساب فائدة، وقبض من سائر أموالهم ثلاثين ألف ألف وستمائة ألف وستة وسبعين ألفا إلى سائر ضياعهم وغلاتهم ودورهم ورياشهم، والدقيق والجليل من مواعينهم، فإنه لا يصف أقله ولا يعرف أيسره إلا من أحصى الأعمال وعرف منتهى الآجال».

ويجوز لنا كذلك أن نستخلص مما صرف على زواج بوران بالمأمون مبلغ ثروة الحسن بن سهل، كما يجوز لنا أن نتبين مقدار ثروة عبد الله بن طاهر من رواية صاحب النجوم الزاهرة الخاصة بإحدى مواقفه في الكرم ومؤداها: أنه افتدى الأسرى من الترك بنحو ألفي ألف درهم، ثم انظر ما رواه المسعودي في مروجه خاصا بما فعله إبراهيم بن المهدي في زيارة للرشيد له؛ إذ اصطنع له طاهيه جملة أطعمة فخمة وكان من جملتها جام سمك مقطع، فاستصغر الرشيد قطعه واستفسر منه عن حقيقتها، فأجابه إبراهيم بن المهدي: يا أمير المؤمنين، هذه ألسنة السمك. وقدرت نفقة ما في ذلك الجام بألف درهم.

ثم انظر بذخهم في لباسهم وقد سبق لنا أن أشرنا إلى ما كانوا يلبسونه في المنادمة من مختلف الثياب وغاليها، ونريد أن نبين هنا ما وقفنا عليه من مخلفات بعض المعاصرين من الخلفاء والقواد؛ ليكون مثالا تقريبيا لحالة من لم يصل إلى علمنا خبره، فقد ذكر أن ما خلفه المكتفي من الألبسة هو:

عدد

4000000

من الثياب المقصورة سوى الخامات

63000

من الأثواب الخراسانية المروية

8000

من الملاءات

Bilinmeyen sayfa