وجلست سيدة لأول مرة غير بعيد من الآخر، وراحا ينظران إلى الحديقة معا.
وشعر الأول بأنه آن له أن يذهب، غير أنه سمع سيدة وهي تقول: أوقفت ست عين أملاكها للخير على أن ينفذ ذلك بعد انقضاء الأجل.
فتفكر الآخر قليلا، ثم قال في غير مبالاة: خير ما فعلت! - وعينتك ناظرا للوقف ومن بعدك سمير.
فتمتم: عظيم. - قالت وهي تفعل ذلك عنك: «سيمارس الخير، رضي بذلك أو أبى!»
فابتسم الآخر وقال: سأفعله راضيا.
وقال له الأول: أستودعك الله.
غادر الدار. غادر الحارة. مضى إلى شارع دوبريه. استراح قليلا في شقته. ذهب إلى الملهى والمطربة تفتتح السهرة منشدة: يا ورد على فل وياسمين الله عليك يا تمر حنة.
ألقى نظرة على الصالة المكتظة ثم اتجه إلى حجرة الإدارة. وما إن انفرد بنفسه حتى قال: عندما يرجع سمير سيجد ثلاثة آباء في انتظاره، أنا والآخر وحمدون، سيختار أباه بنفسه كما اختار حياته.
وتفكر مليا ثم قال: سأسافر إلى الخارج حال انتهاء الشتاء.
28
Bilinmeyen sayfa