1
وبنتام
2
وف. ه. برادلي.
3
ومع ذلك، فلو كنت قد أدرجتهم، لاضطررت إلى حذف فيلسوف آخر كان حذفه في نظري، لسبب ما، أمرا لا يعقل. ومع ذلك فإني أسارع إلى تنبيه القارئ إلى أن القرن التاسع عشر فترة في تاريخ الفلسفة بلغت من الخصوبة حدا يجعل ما قدم منها في هذه الصفحات مجرد لمحات سريعة فحسب.
ولقد كتب «عصر الأيديولوجية» هذا للقارئ المفكر الذي قد لا يهتم بمناقشات الشراح العلمية المعقدة، وإنما يلتمس شيئا قد يكون ذا صلة بمشاكله العقلية والروحية الخاصة، أو يلقي بعض الضوء على الخلافات الأيديولوجية التي ورثها عصرنا من القرن السابق عليه. وهكذا حاولت أن أضع هاتين الحاجتين المشروعتين نصب عيني دائما، دون أن أشوه آراء الفلاسفة الذين عرضت لهم ها هنا. وبالاختصار، فقد هدفت إلى أن أكتب لأولئك الذين يعتقدون أن التفكير الفلسفي ليس ترفا محفوفا بالخطر، وإنما هو عنصر لا غنى عنه يعيننا على السلوك في الحياة. ويؤمنون مثلي، في الوقت ذاته، بأن من المستحيل التمسك بقول سقراط «اعرف نفسك!» إن لم يكن المرء يعرف شيئا على الإطلاق. ولو أتاح هذا الكتاب لقارئ أن يهتدي في تفكير فيلسوف مثل كانت أو مل أو نيتشه إلى مفتاح معين لحل مشاكل عميقة خاصة به، أو شجعه على الاستزادة من قراءة هؤلاء المفكرين الكبار، لكنت بذلك قد حققت كل ما أرمي إليه من هذا الكتاب.
وقد يتساءل القارئ عن السبب الذي دعاني إلى ألا أختار في كتاب له مثل هذا الاتجاه نصوصا ذات طابع أيديولوجي أوضح وأصرح. فلماذا مثلا، اخترت بحث مل في «الطبيعة»، بدلا من كتابه عن «الحرية
Liberty »، أو «مذهب المنفعة
Utilitarianism »؟ ولماذا اخترت بحث ماركس «قضايا عن فويرباخ» بدلا من «البيان الشيوعي
Bilinmeyen sayfa