Dökülmüş Yâkût ve Kesilmiş Cevher
العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
Türler
وكان يكنى بأبي احمد وأمه، أم ولد هندية اسمها هاجر وقيل انها حرة، ولد يوم السبت الحادي والعشرين من شوال من سنة تسع وستمائة في خلافة الناصر جد ابيه. وبويع يوم الاحد الثاني عشر من جمادى الآخرة سنة اربعين وستمائة واستدعي اعمامه للمبايعة، فامتنعوا 4 الا الامير حبيب فانه حضر وبايع. وكانت البيعة العامة يوم الاثنين الثالث من الشهر المذكور لمن تخلف عن المبايعة من الامراء وضروب من الناس كالتجار وغيرهم واستدعى قاضي القضاة عبد الرحمن بن الدامغاني والعدل النقيب ابو طالب الحسين بن المهتدي الخطيب ومدرس النظامية العدل عبد الله بن البادراني 5 فاشهدهم جميعا على نفسه انه قد وكل وزيره ابا الازهر احمد بن الناقد وكالة جامعة. ثم اقر القاضي المذكور على حكمه وقضائه. والنقيب بن المهتدي على نقابة العباسيين وأبي عبد الله الحسين 6 بن الاقساسي على نقابة الطالبيين ثم احضر المحتسب ابو الفرج عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الرحمن بن الجوزي، وأمر بأن يصعد المنبر، ويقرأ باعلى 7 صوته: «إن الذين يبايعونك، إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه [الله] 8 فسيؤتيه 161 / أ/أجرا عظيما» 9 فلما قرأها نزل ثم اسبلت الستارة، وانشد الشعراء المراثي والمدائح، فلما انقضى انشادهم خرج ابو الفضائل اقبال الشرابي المستنصري وبين يديه جمع كثير يبسملون، وفي يده مطالعة مستعصمية في كيس 10 اسود، فناولها الوزير فقرأها قاعدا لعجزه عن القيام، ثم ناولها استاذ الدار المؤيد ابا طالب محمد بن العلقمي فقرأها قائما، والناس قيام ومضمونها التاسي والتسلي واستشعار الصبر الجميل، رجاء الثواب الجزيل لقوله تعالى: «وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون `كل نفس ذائقة الموت» 11 والحمد لله تعالى على ما اصاره الينا من الخلافة وتقليد أمور الكافة والتمكن في البلاد، والطاعة على جميع العباد، ونحن أجدر من عمل بقوله تعالى: «الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور» 12 ثم وجه الخطاب الى الوزير فقال: ولينهض الى الديوان وليأمر المستنابين في الاعمال بالعدل والانصاف والرفق والحكم بينهم بالسوية، وازالة ما احدثه العمال السوء من المكوس والتقسيطات والمؤن والتأويلات 13 فارتفعت الادعية، ثم نهض الجماعة بعد أن ضرب الطبل وخرجوا جميعا.
Sayfa 511