الأعصار، آمين. سألني أن أُخَرِّج له حديث الرَّحمة المُسلسل بالأوليَّة من طُرُق شيوخه الثلاثة الآتي ذكرهم فيما بعد.
فأجبت (١) -وأنا في شغل شاغل، وهموم متراكمة كالغيث الوابل- مُستمدًّا من الله تعالى العون والمدد؛ فعونه للمنيب إليه نعم السند. ومن أنا حتَّى أُخَرِّجَ أو أُفيد، أو أُبدئ أو أُعيد؟! غير أني وثقتُ بِحُسن حُبِّه الخالص الذي أربى على كل حسب؛ إذ هو المؤسَّسُ من الأزل على نَهْجِ الاستقامةِ، كَتَبَ الله له السَّلامة في السَّفر والإِقامة. وهذا أوان الشروع في المقصود:
فاعلم أنَّ المُسلسلات كما ذكره الحُفَّاظ على أقسام:
منها: المسلسل بتاريخ الرِّواية كالأوليَّة والآخريَّة.
ومنها: بزمنها كالعيد والخميس، أو بمحلها كالملتَزَم النَّفيس، أو كونه وحده في حال التَّحمُّل عن شيخه العُمدة.
ومنها: ما هو مسلسل بصفةِ الرَّاوي الحاليَّة كالحفظ والفقه والثِّقة والتَّعمير، وكونه مِصريًّا أو شاميًّا، أو اسمه محمدًا، أو ممن ذكر بكنيته أو عينت نسبته أو كانت روايته عن أبيه.
ومنها: ما هو مسلسل بصفته القوليَّة كقراءة الصف، وإني أُحِبُّك.
ومنها: ما هو مسلسل بصفته الفعلية كالكتابة بالمروي والمصافحة والمشابكة.
ومنها: ما هو مسلسل بصفةِ الرِّواية كسمعت وقرأت وأنشدت.
_________
(١) (ب): "فأجبته".
1 / 22