فسري عن جهان عند سماعها ذلك، ونظرت إلى خيزران فرأتها تنظر إليها فتفاهمتا فقالت خيزران: «أريد أن أقترح عليها أمرا تكلف خطيبها به في طريقه إلى العراق. هل تساعدينني في ذلك؟»
قالت: «حبا وكرامة، أعدي ما تريدين إعداده.»
فتهلل وجه خيزران فرحا لعلمها أنها تستطيع إرسال خبر سيدتها إلى ضرغام. ثم وضعت المائدة فتناولن العشاء معا، وتذكرت هيلانة أن جهان في حاجة إلى الراحة من تعب السفر، فاستأذنت في الذهاب على أن تعود في الصباح فتأخذها إلى غرفتها.
الفصل السادس عشر
بين بابك وجهان
باتت جهان ليلتها تتقاذفها الهموم من كل جانب، فأرادت أن تكتب إلى ضرغام كتابا ولكنها خافت أن يقع الكتاب عمدا أو سهوا في يد غريبة فتكون العاقبة وخيمة. فصممت أخيرا أن تبعث الرسالة شفاها. فلما نهضت في الصباح أخبرت خيزران بما استقر عليه رأيها، فاستحسنته وقالت: «يكفي أن نخبر سيدي ضرغام بأن جهان في البذ عند بابك.» قالت: «هذا الذي أراه.»
فقالت: «ألا تزورين هيلانة؟ ومتى كنا عندها أقابل الخادمة وأفهمها ما تصنعه.»
قالت: «حسنا.» وأخذت في إصلاح شأنها وهمت بالخروج، وإذا بأحد الخصيان قد دخل وقال: «أين السيدة جهان؟»
فلما سمعت جهان اسمها أجفلت وظنت بابك أتى أو أنه بعث يطلبها. فسكتت وتصدت خيزران للرسول وسألته عما يريد فقال: «إن أخاها يريد مقابلتها!»
وما سمعت جهان ذكر أخيها حتى تنازعها عاملا الفرح والغضب؛ فرحت لعلها تسمع منه خبرا عن ضرغام، وغضبت لأنه خدعها، فقالت للرسول: «أين هو؟ فليدخل.»
Bilinmeyen sayfa