سمعت السيد كروم وهو يقول: «نعم، بالطبع.»
وبحركة واحدة أخذ حامل المستندات من يد إلينورا، وأخرج الدعوة التي توجد داخله، وأعاد الحامل الفارغ إلى الرسول.
قال وهو يتفحص الدعوة: «يشرفنا ذلك، إن الآنسة كوهين تتشرف باهتمام فخامة السلطان.»
انقضى ذلك المساء في غيمة من عدم التصديق. كيف علم السلطان بأمرها؟ ولماذا يرغب في مقابلتها من بين آلاف الأشخاص في إسطنبول، ومن بين ملايين الأشخاص في الإمبراطورية العثمانية؟ لم تكن لدى إلينورا أي فكرة. كان الهواء في غرفتها ذلك المساء مليئا بالأسئلة التي لا يمكن إجابتها، على الأقل ليس على يدها هي. ظلت تذرع المكان جيئة وذهابا من الفراش إلى المكتب وهي تتصفح كتابها شاردة الذهن، وجلست في المقعد المجاور للنافذة البارزة ويداها متشابكتان في حجرها، وحاولت جاهدة أن تستوعب ذلك الخبر. غدا سوف تقابل السلطان زعيم الملايين، وحاكم الأراضي من سالونيك إلى البصرة، الذي يستطيع أن يقابل أي شخص يرغب في لقائه، هو بنفسه قد طلب مقابلة إلينورا كوهين.
قدم العشاء مبكرا في تلك الليلة. جلست إلينورا في مقعدها المعتاد، وجلس منصف بك في مقعده، وقدم لهما السيد كروم طبقا من لحم البقر المطهو مع الفول الأخضر. ظنت أنها جائعة، ولكنها عندما قطعت قطعة من اللحم ورفعتها إلى فمها قرقرت معدتها بصوت مسموع.
قال البك وهو يبسط منديله على ساقيه: «إنه لشرف، لقد حظيت بشرف عظيم.»
فهزت إلينورا رأسها وهي تمضغ. لم تكن تفهم شيئا عن تلك الدعوة سوى ذلك. «أنا نفسي دعيت إلى القصر مرتين من قبل، ولكن ليس لمقابلة رسمية مع فخامة السلطان.»
قطع البك قطعة من اللحم وغرز فيها شوكته. «ولكنني ما زلت أتساءل عن دوافع السلطان، إنه معروف باهتمامه الشديد ب ...»
وتوقف بحثا عن الكلمة المناسبة. «بالأمور الغريبة؛ قارئي الطالع والطيور الناطقة وما إلى ذلك. في بادئ الأمر شككت في أن هذا هو الدافع وراء تلك الدعوة؛ أنه قد سمع عن قدراتك الاستثنائية فيما يتعلق بالذاكرة ويود مناقشتها معك.»
ابتلعت إلينورا طعامها ووضعت أدوات المائدة الخاصة بها على حافة طبقها منتظرة أن يكمل البك طرح أفكاره.
Bilinmeyen sayfa