Carl Buber: Yüz Yılın Aydınlanması
كارل بوبر: مائة عام من التنوير
Türler
تعد هذه الطرق (الفروض العينية، المناورة الاصطلاحية ... إلخ) وسائل أو خدعا ل «تحصين» النظرية من الدحض
Immunization Stratagem . ويميز بوبر بين التحصين الصادق والتحصين الزائف، فالتحصين الصادق يدافع عن النظرية بواسطة توقعات هي ذاتها قابلة للتكذيب. ومن أمثلة التحصين الصادق ما زعمه علماء الفيزياء النيوتونية من أنه لا بد أن يكون هناك كوكب آخر بعد أورانوس، وذلك عندما أعجزهم تفسير انحراف المسار - وفقا للحسابات - بأي طريقة أخرى. بذلك حصنوا فرضيتهم، غير أن هذا التحصين هو في الحقيقة قابل للتكذيب من حيث المبدأ. وعندما تحسنت طرق الملاحظة فيما بعد تبين أنهم كانوا على حق. لقد أسهم تحصينهم في البحث عن الكوكب «نبتون» واكتشافه في النهاية. هذا مثال للتحصين الصادق، أما التحصين الزائف فمن شأنه أن يجعل تكذيب الفرضية أمرا محالا من حيث المبدأ. يقول بوبر: «حين تذهب لمحلل نفسي فإنه يعالجك، فإذا شعرت بتحسن بعد ذلك فهو يقول لك: ها أنت ترى الآن فعالية التحليل النفسي، فأنت تشعر بتحسن. أما إذا لم تتحسن حالتك بعد ذلك أو حتى إذا ساءت بحيث أبديت رغبتك في ألا تكمل العلاج فسوف يقول لك: الآن تجد نفسك في طور «المقاومة»
Resistance
وهو طور متوقع ويثبت أن كل شيء يمضي كما يجب.» (4) مجمل فكرة التكذيب
توجز باتريشيا تشرشلند فكرة التكذيب عند بوبر بصياغة محكمة إذ تقول: «كان بوبر مناوئا لفكرة أن المعرفة العلمية تتراكم عن طريق تأييد الفرضيات أو تحقيقها. وفي تصور شديد الاختلاف والجدة لدينامية العلم ذهب بوبر إلى أن الفرضيات لا تكون جديرة بالقبول ما لم تكن قابلة للتكذيب. كانت فكرته مدمرة وبسيطة: من السهل أن تجد أمثلة مؤيدة للفرضيات، سهولة تجعل من المستبعد أن يكون هذا هو طريق العلم الصحيح. تأمل مثلا فرضية بسيطة مثل: «جميع النباتات تتكاثر جنسيا». فإذا كان كل ما يلزمني هو الشواهد المؤيدة لذلك، فإن بميسوري أن أهرع إلى الحديقة واكتشف أن جميع الزنابق الستمائة وأربع وستين تتكاثر جنسيا، وجميع البنفسجات التسعمائة وثلاث وخمسين تتكاثر جنسيا، وهلم جرا. وسرعان ما يجتمع لدي عدد هائل من الأمثلة الموجبة. ومع ذلك فلو اطلع أي عالم نبات على عملي فلن يأبه له؛ لأنني لم أحاول أن أجد مثالا مفندا؛ لم أنظر إلى حالات يمكن أن تكون أمثلة مضادة، فقبل تبني أي فرضية ينبغي علي أن أفحص كثيرا من الأنواع المختلفة من النباتات المزهرة، وأن أفحص الأعشاب والسراخس، وبعامة يجب علي أن أحاول جهد ما أستطيع أن أكذب فرضيتي.»
تأمل فرضية أخرى، وهي الفرضية القائلة بأن «منطقة بروكا» هي التي تتحكم في إنتاج الكلام. فلكي يبرهن المرء على هذه الفرضية فلن يكفيه أن يعثر على ارتباط موجب بين حالات تلف منطقة بروكا وبين فقدان الكلام. فلا بد للمرء أن يكشف ما إذا كان هناك مرضى بتلف في منطقة بروكا بدون فقدان للنطق، وأن يكشف ما إذا كان هناك حالات فقدان نطق مع تلف في مناطق أخرى. عندئذ سيكون الفشل في التكذيب ذا دلالة، بعكس تجميع الحالات المؤيدة. تفيد دعوى بوبر أن العالم إذا قبل الفرضيات عن طريق إيجاد أمثلة مؤيدة فسوف ينتهي به المطاف إلى قبول ما لا يحصى من الفرضيات الكاذبة والسير فيما لا يحصى من الطرق المسدودة. أما إذا ظفر بفرضية صمدت لمحاولات عنيفة لتكذيبها، فعندئذ يمكنه قبول هذه الفرضية، لا باعتبارها صادقة، ولا باعتبارها مؤيدة، بل باعتبارها أفضل فرضية متاحة حتى الآن. لقد أتى بوبر بتصور للتبرير مختلف عمن قبله، وخلص من ثم إلى آراء مختلفة تماما حول ديناميات العالم وبنيته وديناميات المعرفة وبنيتها على وجه العموم.
وفضلا عن ذلك رفض بوبر الافتراض القائل بأن على العلم أن يحاول صياغة فروض شارحة عالية الاحتمال. وقال على العكس بأن الفروض لا تكون مثيرة للاهتمام ما لم تكن جريئة، أي غير محتملة، أي الأرجح لها أن تكذب، ذلك أنها إذا صمدت عندئذ للتكذيب باختبار عنيف يكون ذلك نصرا وتكون هذه الفرضية ذات دلالة كبيرة. إن الفروض الآمنة (أي المحتملة) رخيصة لا تساوي شيئا (العشرة بقرش) وأأمن الفروض هي الحقائق المنطقية. وإذا كان مرام العلم الأول هو مجموعة من الحقائق اليقينية فإن عليه بغزل المبرهنات المنطقية لا يبرحها. غير أن عيب هذا الأمان هو أنه لا يوصلنا لشيء. لقد كانت فرضية أينشتين بأن هندسة المكان «تنحني» بفعل الكتل الكبيرة فرضية بعيدة الاحتمال جدا باعتبار النظرية السائدة في ذلك الوقت. فإذا أصاب أينشتين لوجب أن يرى نجم معين أثناء كسوف الشمس في موضع معين، وإذا أخطأ لوجب أن يرى في موضع آخر. فلما صمدت الفرضية لاختبار التكذيب (مشاهدات إدنجتون) كان هذا أمرا بالغ الدلالة.
4 (5) بوبر والتحليل النفسي
في كتابه «الحدوس الافتراضية والتفنيدات» يروي بوبر رحلة عقله مع الأفكار العلمية. يقول بوبر: «في صيف عام 1919 بدأ يداخلني شعور بعدم الارتياح لهذه النظريات، وبدأ يخامرني شك حول ادعاءاتها للمنزلة العلمية. ربما أخذت مشكلتي في البداية شكلا بسيطا: «ما بال هذه النظريات؟ ولماذا تبدو مختلفة عن النظريات الفيزيائية، عن نظرية نيوتن، وبصفة خاصة عن نظرية النسبية؟» ولكي تتضح هذه المقارنة لا بد أن أفضي بأن أغلبنا في ذلك الوقت ما كان يمكن أن يقول إنه يعتقد في «صدق» نظرية أينشتين في الجاذبية. من هذا يتبين أن ما كان يؤرقني ليس هو الشك في «صدق» تلك النظريات، بل هو شيء آخر. ولا كان ما يؤرقني هو مجرد الشعور بأن الفيزياء الرياضية أكثر دقة من الصنف الاجتماعي أو النفسي من النظريات. لم يكن همي إذن هو مشكلة الصدق (في هذه المرحلة على الأقل)، ولا مشكلة الدقة والقابلية للقياس، بل هو بالأحرى شعوري بأن هذه النظريات، وإن اتشحت بوشاح العلم، تشبه الأساطير البدائية أكثر مما تشبه العلم، تشبه التنجيم أكثر مما تشبه علم الفلك.»
وقد اكتشفت أن أولئك المعجبين بماركس وفرويد وأدلر من أصدقائي كانوا مأخوذين بعدد من الخصال المشتركة بين هذه النظريات، ولا سيما ما تتمتع به من قوة تفسيرية واضحة. لقد بدت هذه النظريات قادرة فعلا على تفسير كل شيء يحدث ضمن نطاقها الخاص. وبدا أن دراسة أي واحدة منها تقع منك موقع التحول الفكري الحاسم، أو موقع الوحي، فاتحة عينيك على حقيقة جديدة محجوبة عن أولئك الذين لم يهتدوا بعد. وما إن تنفتح عيناك هكذا حتى يتسنى لك أن ترى شواهد مؤيدة لها حيثما نظرت. كان العالم يعج ب «تحقيقات»
Bilinmeyen sayfa