Bu Zamanın Arapları: Sahipsiz Vatan
عرب هذا الزمان: وطن بلا صاحب
Türler
أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها (الرعد: 41). وإذا احتجبت مصر انفرط العقد، وتفرق العرب ذرافات ووحدانا.
وفديناه بذبح عظيم
9
انقضى عيد الأضحى المبارك، وهو أكبر أعياد المسلمين، حيث يقف الملايين منهم على جبل عرفات، يهللون ويكبرون بصوت رجل واحد من مختلف القبائل والشعوب، ويحمدون الله على ما أنعم به عليهم من الإيمان والتوفيق والإسلام خاتم الرسالات.
تتوالى الأعياد عبر السنين، ويظل المعنى واحدا ثابتا يتأكد في كل عيد، واللسان يردد: «عيد بأية حال عدت يا عيد؟» نظرا للتفاوت الشديد بين دلالة المناسبة وواقع المسلمين، بين ما يجب أن يكون وما هو كائن، بين المثال والواقع. وانحسار الفعل الإنساني المنوط بتحقيق الوحي كنظام مثالي للعالم.
والدلالة العظمى لعيد الأضحى المبارك مستنبطة من اسمه «الأضحى»؛ أي الضحية،
وفديناه بذبح عظيم (الصافات: 107). والواقعة معروفة، سواء كانت تاريخية عند الفقهاء، أو متخيلة عند الفلاسفة. والدلالة معروفة أيضا؛ الإنسان قيمة مطلقة، حياته مقدسة، يصارع الموت حتى ولو كان بأمر إلهي. فالله حياة لا يأمر إلا بالحياة. من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا، في التوراة وفي القرآن.
وقد بعث المسيح أيضا، وتغلبت الحياة على الموت، والرفع إلى السماء على الدفن في الأرض.
والتضحية بالحيوان بديل عن التضحية بالإنسان. وقد كانت القرابين عند الساميين أحد مظاهر التقوى والعبادة، ومنها الختان في اليهودية والإسلام؛ سيلان الدم رمز الحياة باسم الله. ضحى قدماء المصريين بالإنسان في احتفال مهيب بعروس النيل حتى يعم الفيضان والرخاء، وأنقذ الإسلام الإنسان، ونسخ الأمر الأول الذي وقع في منام إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل بأمر ثان، وهو التضحية بكبش تنفيذا للأمر الإلهي، وفي نفس الوقت اعترافا بأن الإنسان قيمة مطلقة، وذبح الحيوان لإنقاذ الإنسان، بل إن بعض الملل والنحل أيضا تحرم ذبح الحيوان كما هو الحال في الهند، أو لدى جماعات الرفق بالحيوان الحديثة.
أما واقع المسلمين اليوم فهو على عكس ذلك. يتم التضحية بالإنسان والحيوان معا؛ فكم من الزعماء والقادة تم اغتيالهم وتصفيتهم جسديا، مثل شهدي عطية وبن بركة، بأيدي النظم السياسية، ومثل عز الدين القسام والشيخ ياسين بأيدي العدو الصهيوني! وكم من أفراد المقاومة وزعماء المعارضة يتم تعذيبهم في السجون والمعتقلات! وكم من المعتقلين يتم احتجازهم طبقا لقانون الطوارئ والحبس الاحتياطي!
Bilinmeyen sayfa