Bu Zamanın Arapları: Sahipsiz Vatan
عرب هذا الزمان: وطن بلا صاحب
Türler
فأخبره بما فعل المشيب
ولولا العمى والصمم لما أدرك الإنسان قيمة البصر والسمع، ولولا الموت لما حرص الإنسان على الحياة، ولولا الوردة الذابلة لما حن الإنسان إلى الوردة اليانعة. الورد الاصطناعي هو وحده الذي لا يذبل، ومع ذلك يعلوه التراب.
فلماذا اعتبار المرض أو الهرم أو النوم أو الموت شائعات، وهي وقائع لا يمكن إنكارها، وحقائق لا يمكن إغفالها. الله وحده هو الذي لا يمرض ولا يهرم ولا ينام
لا تأخذه سنة ولا نوم (البقرة: 255)، ولا يموت
هو الحي القيوم (البقرة: 255). أليس الحاكم بشرا؟ بل إن فرعون نفسه كان يمرض ويموت، وكان يخلد نفسه بعد الموت ببناء مقبرة عظيمة له يكتب على جدرانها آثاره. يضع في داخلها الطعام والشراب والحلي والأواني، حتى إذا عادت الروح فإنها تجد ما تأكله. وتنتظر الحساب، الثواب أو العقاب. الخلود من اختراع المصريين، واكتشفوا التحنيط حتى لا يبلوا.
وإذا كان فرعون يمرض وهو في القصور، فما بال باقي المصريين الذين يمرضون وهم في النجوع، من الأمراض المستوطنة، ومن العطش، ومن شرب المياه غير النقية؟ وإذا كان فرعون يضع في مقبرته ما لذ من الطعام والشراب، فما بال المصريين الذين يجوعون ويقفون الطوابير لشراء الخبز قبل أن يرفع دعمه، ولا يقدرون على البقاء مع غلاء الأسعار والدخل المحدود والأسرة الوفيرة. وإذا كان الحاكم قادرا على الشفاء والعلاج بالداخل في المستشفيات الاستثمارية الدولية الخاصة أو بالخارج، فما بال باقي المصريين الذين يمرضون ولا يستطيعون العلاج وشراء الدواء في المستشفيات العامة، أو في العيادات الخاصة أو الملحقة بالمساجد؟ وإذا كان الحاكم يخشى من المرض، فما بال المصريين الذين يتمنون الموت؟ وإذا كان يريد الحكم مدى الحياة لأنه باق إلى الأبد، فما بال باقي المصريين الذين يقتلون بعضهم بعضا من أجل بضعة جنيهات، والخلاف على الدين أو السكن أو الربح أو ينتحرون؟
فهل المرض تهمة يبرئ الإنسان نفسه منها؟ هل هو شائعة يروجها الخصوم، وتحتاج إلى دحضها وتكذيبها وتفنيدها واتهام من يروجونها وتوعدهم بالعقاب؟ هل هو خبر مغرض هدفه إثارة القلاقل، والطعن في الاستقرار، وتهديد الاستمرار، والمخاطرة بالنظام؟ هل هو مصيبة تحل بالإنسان، والصحة والمرض من الله كما قال المسلمون ردا على أرسطو الذي جعلهما من طبيعة الكائن الحي؟ هل هو كارثة وطنية تحل بالبلاد تهدد أمنه، وتقضي على حاضره ومستقبله؟ هل هو نهاية العالم وخراب الدنيا والآخرة بالانتظار؟
ربما تكون تمنيات الناس ورغباتهم المكبوتة وأحد مظاهر الخلاص ممن يجثم على صدورهم عقودا من الزمان . والتفكير بالتمني أحد مظاهر تفكير المضطهدين والمظلومين والمقموعين والمسجونين السياسيين والمعذبين في المعتقلات، بتمني الخلاص من الظالم، «لك يوم يا ظالم». هو نوع من الأمل في المستقبل بالخلاص القريب من كابوس الحاضر، وعدم استمراره في المستقبل بكوابيس أخرى من نفس النوع.
وتلك نتائج الحكم المطلق الذي يقوم على الفرد الواحد، والذي تتركز السلطة بيديه، وينفرد بالقرارات المصيرية للبلاد، في السلم والحرب، والفقر والغنى، في التسلط والطغيان. هذه حصيلة التوحيد بين الدولة والفرد، «أنا فرنسة» كما كان يقول ديجول، أو «أنا مصر» كما كان يقول فرعون. يظن أن المرض من علامات النهاية، وأن النوم موتة صغرى، وأن الهرم يتبعه الموت
إنك ميت وإنهم ميتون (الزمر: 30)،
Bilinmeyen sayfa