وجسمك ويك اسرعه انهداما ... وَهل يبْقى مَعَ السَّاعَات جسم
وَمن تتبعه تَابِعَة المنايا ... محَال أَن تبقي مِنْهُ رسم
وليتك لم تكن إِلَّا منون ... يُضَاعف بَينهَا كرب وغم
وَلَكِن بعْدهَا يَوْم عصيب ... طَوِيل الكرب ذكرَاهُ تصم
وَمَا تِلْكَ الكروب كَمَا عهدنا ... وَلَا هِيَ مَا يعبر عَنهُ فهم
فَلَا تغتر بالأسماء جهلا ... فربت مَعْنيين عَلَيْهِمَا اسْم
يُسمى الْكَوْكَب الدُّرِّي نجما ... ومنبسط النَّبَات كَذَاك نجم
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة النَّاجِي ﵀ دَخَلنَا على الْحسن الْبَصْرِيّ ﵀ فِي يَوْمه الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ مرْحَبًا بكم وَأهلا وحياكم الله بِالسَّلَامِ وأحلنا وَإِيَّاكُم دَار الْمقَام هَذِه عَلَانيَة حَسَنَة إِن صَدقْتُمْ وصبرتم فَلَا يكونن حظكم من هَذَا الْأَمر أَن تسمعوه بِهَذِهِ الآذان وتخرجوه من هَذِه الأفواه فَإِن من رأى مُحَمَّدًا ﷺ رَآهُ غاديا ورائحا لم يضع لبنة على لبنة وَلَا قَصَبَة على قَصَبَة وَلَكِن رفع لَهُ علم فشمر إِلَيْهِ الْوَحْي الْوَحْي النَّجَاء النَّجَاء علام تعرجون ارتبتم وَرب الْكَعْبَة كأنكم وَالْأَمر مَعًا رحم الله امْرأ جعل الْعَيْش عَيْشًا وَاحِدًا فَأكل كسرة وَلبس خلقا ولصق بِالْأَرْضِ واجتهد فِي الْعِبَادَة وَبكى على الْخَطِيئَة وفر من الْعقُوبَة وَطلب الرَّحْمَة حَتَّى يَأْتِيهِ أَجله وَهُوَ على ذَلِك
وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد الزَّاهِد خرجنَا فِي جَنَازَة بِالْكُوفَةِ وَخرج فِيهَا دَاوُد الطَّائِي ﵀ فانتبذ وَقعد نَاحيَة وَهِي تدفن فَجِئْته فَقَعَدت إِلَيْهِ قَرِيبا مِنْهُ فَتكلم فَقَالَ من خَافَ الْوَعيد قصر عَلَيْهِ الْبعيد وَمن طَال أمله ضعف عمله وكل مَا هُوَ آتٍ قريب
وَاعْلَم يَا أخي أَن كل شَيْء شغلك عَن الله فَهُوَ عَلَيْك مشؤوم وَأعلم أَن
1 / 89