129

Ölümü Hatırlatma Üzerine Sonuçlar

العاقبة في ذكر الموت

Araştırmacı

خضر محمد خضر

Yayıncı

مكتبة دار الأقصى

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٠٦ - ١٩٨٦

Yayın Yeri

الكويت

قريب أَو كَأَن الَّذِي يَرَاهَا لَا يكون مثلهَا وَلَا يدْخل مدخلها وَكَأن ذَلِك الْمَيِّت نزل بِهِ ملك الْمَوْت وَحده وإياه قصد خَاصَّة نعم يعلم الْإِنْسَان منا أَن سيموت كَمَا مَاتَ هَذَا وتشيع جنَازَته كَمَا شيعت جَنَازَة هَذَا وَرُبمَا مَاتَ بِحَيْثُ لَا تشيع جنَازَته وَلَا توارى لَهُ جثة وَلَكِن لَا يظنّ ذَلِك عَن قريب وَلَا يحْسب أَنه مِنْهُ غير بعيد قد فسح لنَفسِهِ فِي الْمدَّة وَمد لَهَا فِي المهلة وَحكم أَنه لَا يَمُوت إِلَّا بعد سِنِين وَإِن قَالَ رُبمَا أَمُوت الْيَوْم أَو غَدا فَقَوْل ضَعِيف لَا يَتَحَرَّك مِنْهُ بِسَبَبِهِ سَاكن وَلَا يظْهر عَلَيْهِ مِنْهُ أثر نَازل لِأَنَّهُ عِنْد رُؤْيَة الْجِنَازَة كَمَا كَانَ قبل أَن يَرَاهَا وَرُبمَا يحدث بحَديثه الَّذِي كَانَ يتحدث وَالْمَيِّت يدْفن أَو هُوَ وَرَاءه يشيعه إِلَى قَبره وَإِن جَاءَهُ ضحك ضحك وَإِن حَضَره نَادِر من لَغْو الْكَلَام تكلم بِهِ وأودعه صَحِيفَته وَبعث بِهِ إِلَى ربه وقلما يبكى على الْجِنَازَة إِلَّا أَهلهَا تألما لفراقها لَا لنَفس الْمَوْت كبكاء الصَّبِي وَالْمَرْأَة اللَّذين لَا يعقلان وَلَا يعلمَانِ وَلَو كَانُوا يعلمُونَ لَكَانَ بكاؤهم على أنفسهم لَا على ميتهم لِأَن ميتهم قد مَاتَ وهم ينتظرون الْمَوْت وأنشدوا أعاذل حَتَّى مَا تعذليني ... إِن لم تعينيني فاتركيني لومي بِمَا شِئْت من ملام ... ووبخيني وفنديني وَلَا تظني بِأَن حزني ... وسقم جسمي وَمَا تريني أثار ذاكم إِن مَاتَ ميت ... قد كَانَ دنياي ذَا وَدين تركته فِي الْقُبُور فَردا ... وحييت فِي دمعه الحزين لَا وَالَّذِي جوده يُرْجَى ... كل أَوَان وكل حِين مَا أَنا باك إِلَّا لنَفْسي ... لَا لقريب وَلَا خدين ومصرع للمنون ضيق ... أتل فِيهِ على الجبين أؤخذ فِيهِ من كل أفق ... أَخذ شَدِيد القوى متين فَمن أَمَامِي وَمن ورائي ... وَعَن شمَالي وَعَن يَمِيني وَفَوق رَأْسِي مَعًا وتحتي ... من حَيْثُ مَا رحت يلتقيني

1 / 151