Düşünürlerin İnançları
عقائد المفكرين
Türler
وهذه العلوم غير العلم المستقل بدراسة الأخلاق وهو الأثولوجية (Ethology)
وعنده تلتقي هذه العلوم والبحوث جميعا وتنتظم في ميدان واحد، ثم تتقبل في كل يوم مددا من سائر العلوم، وإن بعدت الشقة بين موضوعاتها وهذا الموضوع.
ونضرب المثل لهذه الأمداد الغريبة بمسألة حرية الإرادة وقوانين المادة التي سبقت الإشارة إليها، فإن علم الطبيعة لم يكن من العلوم التي تقرر الآراء في أصول الأخلاق قبل الكلام في الذرة والقوانين الحتمية على أجزاء المادة في جميع حركاتها، فلما كشف علماء الطبيعة عن مواطن الخلل في تجارب هذه القوانين تفتحت الأبواب للكلام عن حرية الإرادة ونصيب الإنسان منها، إذ كانت حركات المادة تتسع على هذا الاعتبار - في نظر بعض الباحثين على الأقل - لشيء من التصرف بسند إلى العقل والضمير.
وقد تكلم الكيميون عن قوانين الألفة بين العناصر ورجا بعضهم أن تطبق يوما على عوامل الألفة النفسية، ولكنه رجاء مرهون بالمستقبل لم يظهر منه بعد مذهب واضح في بحوث الأخلاق إلا أن هذا لم يمنع أن يكون بين الكيميين من يضع للأخلاق قاعدة واحدة تسري على القوى النفسية كما تسري على القوى المادية، وفي طليعة هؤلاء ولهلم أوستوالد (Wilhelm Ostwald)
صاحب القاعدة التي يعارض بها قاعدة «كانت» التي اشتهرت باسم الأمر المطلق (Categorical Imperative)
ومؤداها أن يتوخى الإنسان في عمله أن يصلح قانونا عاما يستقيم عليه أمر الناس أجمعين.
أما القاعدة التي وضعها أوستوالد مقابلا بها قاعدة كانت فهي أن يتجنب الإنسان دائما تبديد الطاقة، فشعاره في الأخلاق الفاضلة: «لا تبدد الطاقة» (Do not Waste Energy)
وهو شعار جامع لأسباب الفضائل كما يرى الكيمي الكبير، وإذا ظهر لأول وهلة أن الإنسان يبدد طاقته في الرياضة مثلا فهو في الواقع يجمع الطاقة بهذا التبديد الظاهر، وهكذا يحدث عندما ينفق طاقته في الإشفاق والحزن على مصائب الناس، فإن هذا الإنفاق سبيل الادخار أو سبيل الحماية والعزاء.
وغني عن القول أن هذه العلوم قد شعبت دراسات الأخلاق غاية التشعيب، إلا أنها لم تخرج بها عن محورها، أو على الأصح عن محوريها اللذين تدور عليهما، منذ القدم وهما أصول الأخلاق ومقاييس الأخلاق.
فما هي الأصول التي يرجع إليها في تعليل الأخلاق الإنسانية؟ وما هي المقاييس التي نستند إليها حين نفضل خلقا على خلق وحين نثني على بعضها ونقدح في البعض الآخر؟ وإذا اختلفت مذاهب الناس في التفضيل فهل هناك مقياس محيط بجميع المقاييس يرجع إليه بين المختلفين؟
Bilinmeyen sayfa