71

لا ، لأن عليا لا يرده عن هدى ولا يدله على ردى!! سيما إذا كان الأمر يتعلق بمصيره الديني الذي ضحى حياته من أجله.

أما علي (ع) فكان موقفه غاية في الوضوح ، وقد أجمله للذين طالبوه بالبيعة ، حيث قال لهم :

أنا عبد الله وأخو رسوله.

فقيل له : بايع أبا بكر.

فقال : أنا أولى بهذا الأمر منكم لا أبايعكم ، وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي (ص) وتأخذونه منا أهل البيت غصبا! ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم لمكان محمد منكم ، فاعطوكم المقادة وسلموا إليكم الإمارة ، وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار.

نحن أولى برسول الله حيا وميتا ، فانصفونا إن كنتم تؤمنون ، وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون .. ألخ .. (1).

ولم يفت عمارا أن يدلي برأيه صراحة بعدما لمس موقف علي وشاهده عن كثب ، فقام في المسجد وقال :

يا معشر قريش ويا معشر المسلمين ، إن كنتم علمتم ، وإلا فاعلموا أن أهل بيت نبيكم أولى به وأحق بإرثه وأقوم بأمور الدين ، وأأمن على المؤمنين ، وأحفظ لملته وأنصح لأمته ، فمروا صاحبكم فليرد الحق إلى أهله قبل أن يضطرب حبلكم. ويضعف أمركم ، ويظهر شتاتكم ، وتعظم الفتنة بكم ، وتختلفون فيما بينكم ، ويطمع فيكم عدوكم ، فقد علمتم أن بني

Sayfa 72