عمار .. والخلفاء
لا بد لنا ونحن في سيرة عمار من جولة قصيرة نلمح من خلالها طبيعة تعامله مع الخلفاء منذ اليوم الأول بشكل يسمح لنا أن نكون الصورة الملائمة عن مجمل تطلعاته وسلوكه على الصعيدين الديني والسياسي ، وهذا يتطلب منا بالضرورة عرضا لبعض النصوص التاريخية التي تتصل بحياته في هذا المضمار.
ولكننا قبل أن نجول في هذا الميدان ، لا بد لنا من إدراك طبيعة تعامل المسلمين مع الرسول الأعظم (ص) لأنها تشكل الحد الفاصل بين عهدين ، عهد النبوة وعهد ما بعد النبوة ، ومن خلال ذلك يمكننا أن نأخذ موقفا معينا من مجريات الأمور ومن ثم نسجل ملاحظاتنا آزاء مواقف الصحابة رضوان الله عليهم وفي طليعتهم عمار بن ياسر الذي نحن الآن في سيرته.
إن طبيعة تعامل المسلمين مع النبي (ص) تنطلق من مفهوم « تعامل الإنسان مع خالقه بواسطة الرسول » وهذا يعني الإذعان المطلق والخضوع الكامل لكل ما يأتي به ذلك الرسول ، والتسليم لأوامره ونواهيه دون نقاش أو جدال (1) كما أن للنبي مكانة خاصة في نفوس المسلمين وله عليهم سلطة
Sayfa 66