مع النبي (ص) في غزواته
يخطئ من يظن أن الإسلام انتشر بين الناس بعامل القوة ، بل على العكس من ذلك تماما فهو دين رائده الرحمة وهدفه انقاذ الإنسان من ظلم أخيه الإنسان وبالتالي إيجاد مجتمع إنساني مرتبط بخالقه ، مؤمن بكل الرسالات السماوية من لدن نوح وإبراهيم .. حتى محمدا صلوات الله عليه وعلى آله.
ولعل في العرض المتقدم لما واجهه (ص) مع أصحابه من ضغوطات وعداوة معلنة فيها دليل كاف على أنه كان الطرف المعتدى عليه منذ البداية.
بيد أن أي فئة من الناس أو جماعة حينما تواجه في حياتها مثل تلك المواقف العدائية من أطراف أخرى تهدد كيانها ومصيرها فانها لا تملك في هذا الحال دون أن تبادر إلى صد ذلك الإعتداء بكل الوسائل المتاحة لديها صدا يتناسب مع جنسه ، إعلاميا كان أو إقتصاديا أو عسكريا ، سيما لو تكررت تلك الإعتداءات على أكثر من صعيد ، ولا شك أن سكوت الطرف المعتدى عليه لا يحتمل سوى أحد تفسيرين ، إما الجبن والخور ، وإما القلة في العدة والعدد التي لا تسمح بالمواجهة مما يضطره إلى الصبر وانتظار الفرصة للطلب بالثأر طلبا مشروعا تقره كل النظم الإنسانية والشرائع السماوية.
Sayfa 57