M.Ö. 1177: Medeniyetin Çöküş Yılı
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Türler
أولى هاتين الرسالتين هي ببساطة عبارة عن رسالة تحية وتشتمل على قائمة موجزة من الهدايا، مثل «عربة حربية جميلة، وحصانين، وحجر منقوش عليه التاريخ من اللازورد الأصلي.»
40
الرسالة الثانية أطول وتحتوي على طلب إرسال الذهب الذي صار معتادا، مع عبارة إخلاء المسئولية الاعتيادية: «الذهب في بلادك تراب؛ ليس على المرء سوى أن يجمعه.» إلا أنها تحتوي أيضا على مقارنة مثيرة للاهتمام مع ملك هانيجالبات، الميتاني، التي يصرح فيها ملك آشور أنه «على قدم المساواة مع ملك هانيجالبات»؛ وهي إشارة واضحة إلى مكانه في الترتيب الهرمي لما كان يطلق عليه القوى العظمى لذلك الوقت، الذي تمنت آشور وملكها بقوة أن يكونا جزءا منها.
41
يبدو أن آشور أوباليط لم يكن يتفاخر تفاخرا أجوف؛ لأنه كان أكثر من ند للملك الميتاني المعاصر له حينئذ، شوتارنا الثاني. هزم آشور أوباليط شوتارنا في معركة، يحتمل أنها كانت عام 1360ق.م، وأنهى السيطرة الميتانية على آشور التي كانت قد بدأت منذ أكثر من قرن بقليل، عندما سرق الملك الميتاني الأسبق شوشتاتار الباب المصنوع من الذهب والفضة من العاصمة الآشورية وأخذه إلى العاصمة الميتانية واشوكاني.
وهكذا بدأ صعود آشور إلى مكانة عظمى، على حساب ميتاني في المقام الأول. سرعان ما أصبح آشور أوباليط واحدا من الفاعلين الرئيسيين في عالم السياسة الواقعية الدولية. دبر زيجة ملكية بين ابنته وبورنا بورياش الثاني، ملك بابل الكيشي، وما كان منه إلا أن غزا مدينة بابل نفسها بعد بضعة أعوام، بعد اغتيال حفيده في عام 1333ق.م، ووضع ملكا دمية يسمى كوريجالزو الثاني على العرش.
42
وبذلك، تظهر أخيرا على الساحة آخر جهتين فاعلتين رئيسيتين في العصر البرونزي المتأخر في الشرق الأدنى القديم، وهما آشور وقبرص. أصبح لدينا الآن طاقم شخصيات مكتمل يضم: الحيثيين، والمصريين، والميتانيين، والكيشيين/البابليين، والآشوريين، والقبارصة، والكنعانيين، والمينويين، والميسينيين، وكل تلك الجهات حاضرة وفاعلة. وكلها تفاعلت فيما بينها، إيجابيا وكذلك سلبيا، أثناء القرون التالية، رغم أن بعضها، مثل ميتاني، اختفى من الساحة قبل الآخرين بوقت طويل. (6) نفرتيتي والملك توت عنخ آمون
بعد وفاة إخناتون بفترة وجيزة، انعكس مسار إصلاحاته وعادت الأمور إلى سيرتها الأولى، وجرت محاولة لمحو اسمه وذكراه من آثار وسجلات مصر. كادت المحاولة أن تنجح، ولكن من خلال جهود الأثريين والاختصاصيين في دراسة النقوش، أصبح لدينا حاليا قدر كبير من المعرفة عن فترة حكم إخناتون، وكذلك عن عاصمته أخيتاتون وحتى عن قبره الملكي. ونعرف أيضا بشأن عائلته، بما في ذلك زوجته الجميلة نفرتيتي، وبناته، اللواتي يظهرن في عدد من النقوش والآثار .
عثر لودفيج بورشادت، المنقب الألماني عن العمارنة (أخيتاتون)، على التمثال النصفي المعروف لنفرتيتي في عام 1912 وشحنه إلى ألمانيا بعد ذلك بشهور قليلة. ولكن لم يمط عنه اللثام ويعرض للجمهور حتى عام 1924 في المتحف المصري في برلين. لا يزال التمثال موجودا في برلين إلى يومنا هذا، على الرغم من مطالبات من الحكومة المصرية العديدة بإعادته؛ نظرا لأنه غادر مصر في ظروف غير مثالية. القصة المروية، ولكن غير المؤكدة، تفيد بأنه كان ثمة اتفاق بين المنقبين الألمان والحكومة المصرية على اقتسام مكتشفات التنقيب بالتساوي، مع حصول المصريين على حق الاختيار الأول. عرف الألمان هذا لكنهم أرادوا الحصول على تمثال نفرتيتي النصفي لأنفسهم؛ لذا يقال إنهم أبقوا التمثال النصفي بدون تنظيف ووضعوه عن عمد في نهاية صف طويل من الأغراض. عندما تغاضت السلطات المصرية عن الرأس الذي كان يبدو قذرا، شحنه الألمان على الفور إلى برلين. وعندما عرض أخيرا في عام 1924، استشاط المصريون غضبا وطالبوا بعودته، لكنه ما يزال في برلين.
Bilinmeyen sayfa