M.Ö. 1177: Medeniyetin Çöküş Yılı
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Türler
ورغم روعة التمثالين، فإنهما ليسا ما يمثل أهمية لقصتنا عن الأحداث المهمة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وإنما قاعدة التمثال الخامسة من خمس قواعد لتماثيل تنتظم في صف من الشمال إلى الجنوب داخل حدود الموضع الذي كان المعبد الجنائزي قائما فيه فيما مضى. كان المعبد يقع على الضفة الغربية لنهر النيل، بالقرب مما يعرف حاليا باسم وادي الملوك، على الجهة الأخرى من مدينة الأقصر الحالية. كانت كل قاعدة من القواعد الخمس تحمل تمثالا هائل الحجم للملك، مع أن تلك التماثيل لم تكن تداني طولا تمثالي ممنون الموضوعين عند مدخل المعبد. اشتملت الساحة التي كانت تقف فيها هذه التماثيل على ما يقرب مجموعه من أربعين تمثالا وقاعدة كهذه. (1) قائمة أمنحتب الثالث الإيجية
منقوش على كل قاعدة من القواعد الخمس، وكذلك على الكثير من القواعد الأخرى، سلسلة من الأسماء المكانية المنحوتة في الصخر داخل ما أطلق عليه المصريون «شكلا بيضاويا محصنا»؛ وهو شكل بيضاوي مطول منحوت قائم، به سلسلة من النتوءات الصغيرة على امتداد محيطه. كان المقصود من هذا تمثيل مدينة محصنة، إضافة إلى الأبراج الدفاعية (لذلك نحتت النتوءات). كان كل شكل بيضاوي محصن موضوعا على - أو بالأحرى يحل محل - الجزء الأسفل من جسم سجين مقيد، وذراعاه مرسومان خلف ظهره ومقيدان معا من عند المرفق، وأحيانا مع حبل مربوط حول رقبته يصله بالسجناء الآخرين من أمامه ومن خلفه. كانت هذه طريقة تقليدية من طرق المملكة المصرية الحديثة في تمثيل المدن والبلاد الأجنبية؛ فحتى وإن لم يكن المصريون يسيطرون على هذه الأماكن الأجنبية أو لم يكونوا قريبين حتى من إخضاعها، كانوا لا يزالون يكتبون الأسماء داخل تلك «الأشكال البيضاوية المحصنة» كتقليد فني وسياسي، وربما كهيمنة رمزية.
شكلت الأسماء الموجودة على قواعد التماثيل هذه، مجتمعة، سلسلة من القوائم الجغرافية التي حددت العالم المعروف للمصريين في عصر أمنحتب الثالث، في أوائل القرن الرابع عشر قبل الميلاد. كان بعض من أهم الشعوب والأماكن في الشرق الأدنى في ذلك الوقت مذكورين في القوائم، بما في ذلك الحيثيون في الشمال، والنوبيون في الجنوب، والآشوريون والبابليون في الشرق. كانت القوائم، إذا ما أخذت برمتها، فريدة في تاريخ مصر.
إلا أن ما يلفت أنظارنا على الفور هو أن القائمة التي حفرها نحات الأحجار على قاعدة التمثال الخامسة احتوت على أسماء لم تذكر من قبل مطلقا في النقوش المصرية. كانت أسماء مدن وأماكن واقعة جهة الغرب من مصر؛ أسماء غريبة، مثل ميسيناي، وناوبليون، وكنوسوس، وكيدونيا، وكيثيرا، مكتوبة على الواجهة اليسرى وعلى الجانب الأيسر من القاعدة، ومعها اسمان آخران مكتوبان منفصلين على الواجهة اليمنى من القاعدة، كما لو كانا عنوانين موضوعين على رأس القائمة، وهما: كفتيو وتاناجا.
ماذا كان المقصود من هذه القائمة وماذا كانت تمثل تلك الأسماء؟ طيلة الأعوام الأربعين الماضية، ظل علماء الآثار وعلماء المصريات المعاصرون يتجادلون بشأن مغزى الأسماء الخمسة عشر التي عثر عليها على قاعدة التمثال هذه، ويشار إليها حاليا باسم «القائمة الإيجية».
شكل 2-1: (أ)، (ب): تمثالا ممنون والقائمة الإيجية لأمنحتب الثالث (تصوير إي إتش كلاين وجيه سترينج).
كان أثريون ألمان هم من استخرجوا في الأصل قاعدة التمثال، والقواعد الأخرى المصاحبة لها، في ستينيات القرن العشرين، ولكنها دمرت، في وقت ما في سبعينيات نفس القرن، عن طريق الخطأ. طبقا لقصة غير مثبتة، إن أفراد قبيلة بدوية محلية أشعلوا نارا تحت القاعدة وصبوا ماء باردا عليها في محاولة لفصل اللوحات المنقوشة، من أجل بيعها في سوق القطع الأثرية. النسخة الرسمية من القصة هي أن حرائق طبيعية في المنطقة هي التي أحدثت الضرر. أيا كان الشخص أو الشيء المذنب، فقد تحطمت القاعدة بالكامل إلى ألف قطعة تقريبا. وحتى وقت قريب، كان ما بقي للأثريين لا يتعدى عددا قليلا من صور ملونة للقاعدة الأصلية، الأمر الذي كان مؤسفا للغاية، لأن الأسماء الموجودة في القائمة مميزة لدرجة أن ثلاثة عشر من خمسة عشر اسما لم يسبق رؤيتها في مصر مطلقا ... ولن يراهم أحد مجددا.
ما يراه السائحون المعاصرون في الموقع حاليا (عندما يمرون عادة على الأنقاض في حافلة مكيفة الهواء في طريقهم إلى وادي الملوك المجاور) هو قواعد التماثيل، وعليها التماثيل، بعد أن أعيد تجميعها من جديد، لتقف تحت السماء المشمسة للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة. في عام 1998، استأنف فريق متعدد الجنسيات تقوده عالمة المصريات هوريج سوروزيان وزوجها راينر ستادلمان، المدير السابق للمعهد الألماني للآثار في القاهرة، عمليات التنقيب في كوم الحيتان. وظلوا ينقبون هناك كل عام منذئذ واسترجعوا أجزاء قاعدة تمثال القائمة الإيجية المدمرة، بالإضافة إلى القوائم الخاصة بالقواعد المجاورة لها. وهم حاليا في طور إعادة بنائها وترميمها. استغرقت القطع الثمانمائة للقائمة الإيجية وحدها أكثر من خمسة أعوام لتجميعها معا.
2
كان اسمان فقط من أسماء القائمة الإيجية مألوفين بالفعل للكتبة المصريين ولعلماء المصريات المعاصرين؛ وهما الاسمان اللذان يبدو أنهما استخدما كعنوانين على رأس القائمة وهما: «كفتيو»، التي كانت الكلمة المصرية الدالة على جزيرة كريت، و«تاناجا»، التي يبدو أنها كانت الكلمة المصرية الدالة على البر الرئيسي لليونان. بدأ هذان الاسمان في الظهور في النصوص المصرية أثناء عصر حتشبسوت وتحتمس الثالث، قبل ظهور القائمة الإيجية بنحو قرن، ولكنهما لم يظهرا مطلقا مع أسماء مكانية خاصة بمدن ومناطق منفردة في منطقة إيجه.
Bilinmeyen sayfa