M.Ö. 1177: Medeniyetin Çöküş Yılı
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Türler
42
اقترح قادته، حسب الرواية المكتوبة، أن يسلكوا إما الطريق الشمالي أو الجنوبي؛ لأنهما كانا أوسع وأقل عرضة لعمل كمين لهم فيها. أجاب تحتمس الثالث بأن هذا التكتيك هو بالضبط ما سيتوقعه الكنعانيون؛ فلن يصدقوا أبدا أن يكون من الغباء لدرجة أن يأتيهم من الطريق المركزي لأنه كان طريقا ضيقا ويسهل نصب كمين فيه. ولكن، بالتحديد لأن ذلك كان تفكيرهم، فكان سيسير بالجيش من الطريق المركزي، على أمل أن يباغت الكنعانيين على حين غرة، وذلك بالضبط ما حدث. استغرق المصريون حوالي اثنتي عشرة ساعة للوصول عبر الممر المركزي (المعروف، في أوقات كثيرة عبر التاريخ، باسم وادي عارة، و/أو ناحل عيرون، و/أو ممر مصمص) من أول رجل إلى آخر رجل، لكنهم مروا دون خدش ولم يجدوا أحدا يحرس لا مجدو ولا معسكرات العدو المؤقتة المحيطة بها. كانت قوات الكنعانيين كلها في يوكنعام إلى الشمال وتعنك إلى الجنوب، مثلما كان تحتمس الثالث قد توقع تماما. الخطأ الوحيد الذي ارتكبه تحتمس الثالث كان سماحه لرجاله بالتوقف لسلب ونهب معسكرات العدو قبل الاستيلاء على المدينة بالفعل. كان هذا خطأ أتاح وقتا لقلة من المدافعين عن مجدو - معظمهم من الشيوخ، والنساء، والأطفال - لإغلاق بوابات المدينة. وأسفر هذا بدوره عن حصار طويل دام سبعة شهور أخرى قبل أن يتمكن المصريون من الاستيلاء على المدينة.
بعد ذلك بنحو ثلاثة آلاف وأربعمائة سنة، جرب الجنرال إدموند ألنبي نفس التكتيك الذي استخدمه تحتمس الثالث، في سبتمبر من عام 1918 أثناء الحرب العالمية الأولى، وأدى إلى نفس النتائج الناجحة. ربح المعركة التي جرت عند مجدو وأخذ مئات من الجنود الألمان والأتراك أسرى، دون أي خسائر في الأرواح عدا بضعة من خيوله. أقر ألنبي بعد ذلك أنه كان قد قرأ ترجمة جيمس بريستد الإنجليزية لرواية تحتمس الثالث؛ مما أدى به إلى أن يقرر تكرار ما حدث في الواقعة التاريخية. يروى أن خورخي سانتايانا قال ذات مرة إن أولئك الذين لا يدرسون التاريخ محتم عليهم تكراره، لكن ألنبي أثبت أن العكس يمكن أن يكون صحيحا أيضا؛ فأولئك الذين يدرسون التاريخ يمكنهم أن يكرروه بنجاح، إذا ما اختاروا أن يفعلوا ذلك.
43 (7) مصر وميتاني
قاد تحتمس الثالث أيضا حملات إلى شمال سوريا، ضد المملكة الميتانية التي كانت قد ظهرت إلى الوجود في هذه المنطقة بحلول عام 1500ق.م، والتي كان جده تحتمس الأول قد قام في وقت سابق بحملة عليها.
44
استمرت المملكة الميتانية تنمو وتستوعب مناطق قريبة أخرى، مثل مملكة هانيجلبات الحورية. ونتيجة لذلك، عرفت بأسماء عديدة، حسب الفترة الزمنية وحسب من يكتب أو يتحدث عنها. بوجه عام، دعاها المصريون «نهارين» أو «نهارينا»؛ ودعاها الحيثيون «أرض حوري»؛ ودعاها الآشوريون «هانيجلبات»؛ بينما أشار ملوك ميتاني أنفسهم إليها باسم مملكة «ميتاني». لم يعثر مطلقا على عاصمتها واشوكاني. إنها واحدة من عواصم الشرق الأدنى القديم القليلة جدا التي لا تزال إلى الآن مستعصية على الأثريين، على الرغم من الدلائل المغرية في السجل الأثري وفي النصوص القديمة. يعتقد البعض أنها قد تكون واقعة في تل الفخيرية في سوريا، شرق نهر الفرات ؛ ولم يتأكد هذا مطلقا، رغم المحاولات العديدة.
45
وفقا لنصوص متنوعة، كان 90 بالمائة من تعداد سكان هذه المملكة تقريبا من الحوريين المحليين - كما كانوا يدعون - تحت حكم العشرة بالمائة الباقين؛ الذين كانوا الأسياد الميتانيين، الذين كانوا على ما يبدو من أصل هندو أوروبي. كانت هذه المجموعة الصغيرة، التي كانت على ما يبدو قد انتقلت إلى هناك من مكان آخر لتسيطر على السكان الأصليين من الحوريين وتنشئ المملكة الميتانية، تمتلك نخبة عسكرية يعرفون باسم «ماريانو» (المحاربين بالعجلات الحربية) والذين كانوا معروفين باستخدامهم للعجلات الحربية والمهارة العالية في تدريب الخيول. يحتوي نص عثر عليه في حاتوسا؛ عاصمة الحيثيين في الأناضول، على بحث كتبه كيكولي، الذي كان مدربا ميتانيا كبيرا للخيول، حوالي 1350ق.م، يعطي فيه إرشادات عن كيفية تدريب الخيول خلال فترة 214 يوما. إنه نص مفصل، يمتد على أربعة ألواح طينية، ولكنه يبدأ ببساطة بالعبارة التالية: «هكذا [يقول] كيكولي، مدرب الخيول من أرض ميتاني.»
46
Bilinmeyen sayfa