وألقى الهمجي هذا السؤال متخوفا: «هل عندكم توائم كثيرة هنا؟» وذلك عندما بدءوا طوافهم للتفتيش.
فأجابه المدير: «كلا، إن أيتن محجوزة كلها للبنين والبنات من الطبقة العليا، أبناء البيضة الواحدة التي تنتج فردا بالغا واحدا، وهذا يجعل التربية عسيرة بطبيعة الحال، ولكن ذلك أمرا لا مناص منه؛ لأن طلبة هذه المدرسة سوف يدعون لتحمل التبعات ولمعالجة مشاكل غير منظورة.» ثم تنهد.
وفي تلك الأثناء أحس برنارد بميل شديد نحو مس كيت، وكان يقول لها: «إذا فرغت في أحد أيام الاثنين أو الأربعاء أو الجمعة مساء ...» وهز إبهامه نحو الهمجي وقال: «اعلمي أنه عجيب، وغريب.»
وتبسمت مس كيت (وكانت بسمتها فاتنة في عينه)، وقالت: «شكرا لك، يسرني أن أحضر إحدى حفلاتك.» وفتح المدير الباب.
إن خمس دقائق في غرفة الدرس تلك الخاصة بالطلبة من طراز «+ +أ» قد حيرت جون قليلا ما.
وأسر إلى برنارد سائلا: «ما هي مبادئ النسبية؟» وحاول برنارد أن يشرح له ما هي، ثم عدل عن الشرح واقترح زيارة غرفة دراسية أخرى.
وسمعوا من خلف باب في الدهليز، الذي يؤدي إلى حجرة الجغرافيا للطلبة «−ب» صوتا عاليا يرن مناديا: «واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة.» ثم ينادي بعد ذلك بصوت يدل على القلق والتعب: «عودوا كما كنتم».
فشرحت لهم كبيرة المعلمات ذلك قائلة: «هذا تدريب مالتسي، إن أكثر بناتنا خناث بطبيعة الحال، وأنا نفسي خنثى.» وابتسمت لبرنارد ثم قالت: «ولكن لدينا زهاء ثمانمائة فرد غير معقمين بحاجة إلى تدريب مستمر.»
وعرف جون في حجرة الجغرافيا للطلبة «−ب» أن «منطقة المتوحشين مكان لا يستحق تكاليف التمدين نظرا للظروف المناخية أو الجيولوجية غير الملائمة، أو لفقر الموارد الطبيعية»، وسمع طقة خفيفة أظلمت الغرفة بعدها، وبغتة ظهرت على الستار فوق رأس الأستاذ صور «التائبين» في أكوما سجدا أمام العذراء مولولين - كما سمعهم جون من قبل - ومعترفين بآثامهم أمام المسيح المصلوب، وأمام تمثال نسر بوكونج، وحق لشباب أيتن أن يقهقهوا عندئذ ضاحكين، ونهض التائبون على أقدامهم وهم لا يزالون يولولون، ونضوا ثيابهم الخارجية وبدءوا يضربون أنفسهم بسياط معقدة ضربات متواليات، وتعالى الضحك حتى لم تعد أناتهم المسجلة بتمامها تبلغ الأسماع.
وسأل الهمجي في حيرة المتألم: «ولكن لماذا يضحكون؟»
Bilinmeyen sayfa