إن حادثة روبن الصغيرة هذه، قد وقعت بعد ثلاثة وعشرين عاما فقط، بعدما عرض في السوق طراز فورد الأول رقم «ت» (وهنا رسم المدير حرف التاء على معدته، وتبعه الطلبة جميعا باحترام) ومع ذلك ...»
وخط الطلبة على عجل هذه العبارة وهم محنقون: «استعملت الهبنوبيديا رسميا أولا في عام 214ف، ولم تستعمل قبل ذلك لسببين: أولهما ...»
وكان المدير يقول: «هذه التجارب الأولى كانت تسير في طريق خاطئ، إنهم كانوا يظنون أن الهبنوبيديا، يمكن أن تكون أداة من أدوات التربية العقلية ...»
ينام الولد الصغير على جانبه الأيمن، ويمد ذراعه اليمنى، ويعلق يده اليمنى مسترخية على حافة السرير، ويتحدث صوت ناعم خلال نافذة مستديرة في جانب أحد الصناديق.
ويقول الصوت: «النيل أطول أنهار أفريقيا، وثاني أنهار العالم طرا في طوله، وهو أقصر من المسسبي والمسوري، غير أنه أول الأنهار من حيث طول حوضه، الذي يمتد خلال 35 درجة من درجات العرض ...»
وفي ساعة الإفطار في صبيحة اليوم التالي، يسأل سائل: «هل تعلم يا تومي أطول نهر في أفريقيا؟» فيهز تومي رأسه، «ولكن ألا تذكر عبارة تبدأ بهذه الكلمات: النيل أطول ...»
فيجيب تومي: «النيل - أطول - أنهار - أفريقيا - وثاني - أنهار - العالم - طرا - في - طوله ...» ثم تتدفق الكلمات متلاحقة، فيقول: «وهو - أقصر - من ...» - «إذن ما هو أطول نهر في أفريقيا؟» - «لا أدري.» ولا تنم عيناه عن شيء. - «ولكن النيل يا تومي.» - «النيل - أطول - أنهار - أفريقيا - وثاني ...» - «إذن ما أطول الأنهار يا تومي؟»
فينفجر تومي باكيا ويقول: «لست أدري.» ثم يصيح.»
ووضح المدير للطلبة أن هذه الصيحة ثبطت همم الباحثين الأوائل، فتخلوا عن التجارب، ولم يقم أحد بعدئذ بمحاولات لتعليم الأطفال طول النيل أثناء النوم، وقد أصابوا؛ إنك لا تستطيع أن تتعلم علما، إلا إن عرفت في أي شيء يبحث.
ثم تقدمهم المدير نحو الباب، وتبعه الطلبة وهم يدونون كلام المدير على عجل، وفي اهتمام شديد خلال سيرهم، وأثناء ارتفاعهم بالمصعد، قال المدير: «في حين أنهم لو بدءوا التربية الخلقية، تلك التربية التي لا ينبغي - تحت أي ظرف - أن تكون عقلية ...»
Bilinmeyen sayfa