Büyük İskender'in Dünyası
عالم الإسكندر الأكبر
Türler
الخريطة 4: دولة فارس الأخمينية.
في عهدي قورش وقمبيز، كانت المسئولية العسكرية واجب المرازبة الأول؛ لأنه على الرغم من تمام فتح الأقاليم التي كانت فيما سبق ممالك مستقلة، لم تكن الأوضاع استتبت تماما في كثير منها. وحتى بعد تحقق إحلال السلام، كان الحفاظ على النظام الداخلي مطلبا مستمرا . أضافت إعاشة الجنود بعدا اقتصاديا إلى مسئوليات المرازبة؛ إذ وقع فرض الضرائب وجمعها وتدبير السلع - وربما الأرض - للحاميات، على عاتق حامي كل إقليم. وعلى الرغم من حدوث تغيرات في طبيعة مسئوليات المرازبة على مدى القرنين أو نحوهما، اللذين انقضيا بين موت قمبيز ونهاية الملك الأخميني، بقي الهيكل الأساسي للسيطرة المحلية على الأقاليم في إطار مملكة مركزية كما هو.
نشب صراع خطير على السلطة العليا لدى موت قمبيز لكن تفاصيله غير واضحة، وانتهى سنة 522 بنجاح داريوس الأول، أحد أبناء العائلات الفارسية المهمة التي لعبت دورا قويا في تكوين الإمبراطورية في عهد قورش، زاعما أنه الحاكم التاسع من السلالة الأخمينية، وهو زعم إشكالي بسبب الاختلاف في النسب بين قورش وداريوس الأول، لكن ادعاء داريوس نال احترام معاصريه وخلفائه. اتجه اهتمامه في البداية إلى قمع الانتفاضات التي قامت في أجزاء كثيرة من دولته، فقضى بدعم من زعماء الأقاليم الموالية وقواتهم على تمرد معظم المتمردين في غضون سنة، وإن استمرت الثورات في بعض المناطق المشاكسة كبابل.
من الجائز تماما أن القوة العسكرية الكبيرة بإسراف التي كان يتمتع بها بعض حماة الأقاليم هي التي أفضت إلى إعادة هيكلة سلطة المرازبة، فحدت آنذاك سلطتهم العسكرية المستقلة استقلالا كبيرا بتقسيم السلطة بين مسئولين، فكان للمرزبان السلطة المدنية العليا، وأما القادة العسكريون داخل المرزبة فكانوا مسئولين مسئولية مباشرة أمام الشاه. وكان استحداث «كتاب الملك» و«أعين الملك» و«آذان الملك» لأداء الشئون ورصدها في الأقاليم مرتبطا على الأرجح بمحاولات لجم سلطة المرازبة. ويتضح عدم نجاح هذه الابتكارات بالكلية من واقع استمرار صعوبة الحد من سلطة المرازبة المستقلة ومواردهم التي تجلت في أحداث القرنين الخامس والرابع.
يحظى داريوس الأول باحترام كبير لإنشائه هيكلا إداريا متماسكا للأرض المترامية الأطراف الواقعة تحت السيطرة الفارسية، وهو هيكل ظل يوفر إطار السيطرة على الإمبراطورية التي ظفر بها الإسكندر المقدوني. وثمة نقش موجود في جبل بيستون يعود إلى زمن داريوس يصف الاثنين والعشرين إقليما الخاضعة له. أما من حيث التنظيم المرزباني، فكانت الإمبراطورية تنقسم إلى 20 مرزبة؛ كانت معظم المرزبات تضم عددا من المدن الكبيرة التي وفرت، كالحال في بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام، سبلا لمستوى آخر من الإدارة (العسكرية والمالية وأمانة السر)، ومع ذلك كان المسئولون المحليون خاضعين لسلطة المرازبة في أمور معينة. كانت بعض المدن تتمتع بوضعية فريدة؛ إذ وضعت بابل مثلا في بعض الأحيان تحت سيطرة أحد أبناء الملك الكبار، غالبا لاكتساب خبرة لمستقبله عندما يأتي يوم يخلف فيه أباه؛ فهيكل بابل الإداري المفصل الموروث من الألف سنة ونصف الألف السابقة جعل منها مركزا بالغ الأهمية وفرصة تدريب ممتازة.
تصف الألواح التي استخرجت من تخت جمشيد (برسبوليس) سلم السلطة لمرزبة بارس المركزية، وهو هيكل ربما يوحي بترتيبات مماثلة في أماكن أخرى في الإمبراطورية. ويبدو أن شخصا يدعى فرناكيس، وهو أحد أعمام داريوس، كان مكلفا بالشئون المالية والإدارية وشئون آل بيت الملك في المنطقة بأسرها. كان هناك معاون مهم يدير الخزانة بفروعها الإقليمية، وكان آخر فيما يبدو مسئولا عن تنسيق الإنتاج والمؤن، وثالث يمكن الربط بينه وبين الأرشيف المركزي.
توجد ألقاب أخرى مسجلة؛ إذ كان «الهيبارخ» يتولى قيادات خاصة، وكان أحد هؤلاء المسئولين مكلفا بقاعدة أسطول مهمة في آسيا الصغرى في كايمي. ترتبط مسئولية عسكرية جامعة بمنصب «كارانوس» الرسمي، وعندما تناقش المصادر الكارانوس فالحديث عن المسئولية عن قيادة جيش عظيم يجمع بين قوات أكثر من مرزبة واحدة. وشغل هذا المنصب على ما يبدو شخص يدعى أبروكومس بمناسبة ثورة قام بها شقيق ملك حاكم، فوجد الملك نفسه مضطرا إلى الاعتماد على كل ما هو تحت تصرفه من قوة عسكرية دون الاقتصار على قوة المنطقة المركزية وهي بارس.
كان الجيش ضروريا للحفاظ على الإمبراطورية، وحدد تنظيمه بدقة، فشكلت وحدات المشاة على ما يبدو من مضاعفات العدد 10 إلى 10 آلاف، مع وجود قادة على كل مستوى من المستويات. كانت الوحدة الأعظم شأنا؛ ومن ثم الأعظم امتيازا، وحدة «الخالدون الفرس العشرة آلاف» الذين كانوا يقومون بدور حرس الملك الخاص في ساحة المعركة. كانت القوة البحرية على قدر مساو في الأهمية لأمن الإمبراطورية، وكانت الأقاليم القريبة من البحر، وخصوصا فينيقيا وآسيا الصغرى، تقدم كلا من السفن والبحارة المدربين. كانت الخدمة العسكرية واجبة على كل شعوب الإمبراطورية؛ إذ يعدد هيرودوت 45 شعبا مختلفا في روايته حول الزحف الفارسي إلى اليونان بقيادة أحشويرش. كان هناك مصدر آخر للجنود والضباط فيما وراء حدود الإقليم الفارسي في ظل توافر أعداد كبيرة ومتزايدة من المرتزقة، الإغريق وغيرهم على السواء، للاستئجار في القرنين الرابع والثالث.
كان أحد ملامح الحكم في دول أخرى كثيرة غائبا إلى حد كبير عن الإمبراطورية الفارسية؛ إذ لم تكن توجد بها على ما يبدو هيئة استشارية رسمية. ومع أن مؤرخ الحروب الفارسية الإغريقي هيرودوت يصف مشاورات بين أحشويرش وكبار مسئوليه أثناء الحملة الإغريقية، لم يلعب أي منتدى دائم للنقاش دورا في اتخاذ القرار. وحتى أبناء العائلات السبع الكبرى التي قررت فيما بينها - وفقا لرواية هيرودوت - من يخلف قمبيز على العرش؛ لم تكن تتصرف دوما كمجموعة بعد اتخاذها قرارها بشأن إسناد الملك. والحقيقة أن اثنتين من هذه العائلات تختفيان من السجلات، ويرى أبناء العائلات الأخرى في وظائف بعيدة عن المركزين الملكيين شوشان وتخت جمشيد.
بالإضافة إلى تقسيم الإمبراطورية إلى وحدات إدارية واستحداث هيكل رسمي منظم لها، عمل الملوك على ربط ربوعها القاصية بعضها ببعض، ببناء الطرق والجسور والعبارات وصيانتها، وأبرزها «الطريق الملكي» الذي كان يمتد لمسافة 1600 ميل (2600 كيلومتر) من شوشان إلى سارديس، العاصمة الغربية للإمبراطورية، وكان آمنا نسبيا للمسافرين بفضل ما زود به من مخافر وحاميات. علاوة على ذلك، سمح نظام التتابع المستخدم في نقل الرسائل المهمة بإيصالها في غضون نحو أسبوع، وأما السفر العادي فكان يستغرق 90 يوما أو أكثر. كان تطوير عملة موحدة صورة أخرى من صور توحيد الإمبراطورية؛ إذ يسر التبادل التجاري في عموم المملكة.
Bilinmeyen sayfa