صلى الله عليه وسلم : «جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى.» قال: يابن عبد المطلب، هل مع هذا من الدنيا شيء فإنه يعجبني الوطاءة من العيش؟ قال النبي
صلى الله عليه وسلم : «نعم النصر والتمكن في البلاد.» قال: فأجاب وأناب
10
قلت لمحدثي: إن هذا النبأ لعجيب! فمن لهذا الشيخ العامري بما كان يعلم من أمر إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء؟ قال: كان كثير من هؤلاء العرب يلقون اليهود ويلقون النصارى، فيعلمون منهم علم الأنبياء، وينتهون إلى نفور من دينهم القديم في غير اطمئنان إلى يهودية اليهود ونصرانية النصارى، فأخرجهم الله بالإسلام من حيرتهم تلك.
قلت لمحدثي: فكيف انتهى حديث مكحول إلى أهل الشام؟ قال أما علمت أن شداد بن أوس سكن فلسطين وأنفق شطرا طويلا من حياته في بيت المقدس يعلم الناس ويحدثهم، وعده بذلك النبي نفسه؟ فقد تحدثوا أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يجود بنفسه فقال: ما لك يا شداد؟ قال: ضاقت بي الدنيا. فقال: «ليس عليك، إن الشام سيفتح، وبيت المقدس سيفتح، وتكون أنت وولدك من بعد أئمة فيهم إن شاء الله تعالى.»
11
الفصل الرابع عشر
البر
ضاقت الدار باليتيم وحاضنته بعد أن أقفرت من أمه آمنة؛ فضمه جده الشيخ إليه وكان به حفيا
1
Bilinmeyen sayfa