Kaldırımların Kenarında
على هامش الأرصفة
Türler
ما رأيك لو وجدنا لك عملا معنا هنا. نعم، وكل شئونك علينا؛ طعامك، سكنك، وشرابك؟ هل يكفيك هذا الأجر؟
هكذا، ثم قالت: نحن نحتاج لخفير، أنا وزوجي ولايكة نقيم هنا وحدنا، وقد يتغيب زوجي كثيرا عن المنزل، كما أننا في حاجة لمن يهتم «بلايكة»؛ فقد توفي مربيها قبل أسبوع في حادث «سير»، ومن يومها حزنت «لايكة » المسكينة على موته حزنا عميقا، كاد أن يودي بحياتها لولا أن طبيبها الخاص استمات في علاجها، وقال: لكي لا تموت لايكة لا بد ممن يهتم بها ويرعاها.
قضت ساعتين بالتمام لتشرح له كيفية إعداد أطعمة لايكة والتعامل معها، ثم اختتمت محاضرتها بأنه سيكتشف بنفسه أشياء أخرى طيبة، وأنها واثقة في قدرته على استيعابها والتعامل معها.
في الأيام الأولى قامت «سابا» برعاية لايكة بنفسها لافتة نظره بأن يتعلم: أتعلم، إن لايكة من أجمل ما خلق الله من حيوان؛ فهي خليط من فصيلتين، فالأم «جرمان بريد»
GERMAN BREED ، وفصيلة «أسبانيل» من جهة الأب، «أسبانيل» مشهورة بفرائها الجميل وآذانها اللينة المنبسطة مثل آذان الفيلة، ألم تلحظ أذني لايكة الجميلتين؟ وعندما اشتراها بابا لي من ذا جود برادايس
THE GOD PARADISE
بلندن، أعطي معها شهادة ميلادها مسجلا عليها شجرة نسبها، تركيبتها الوراثية، فصيلة دمها، نوع الأجسام المضادة التي بدمها، انتهاء بالأشياء البسيطة مثل: تاريخ ميلادها، اسم والديها، المستشفى الذي ولدت به، مسقط رأسها ... إلى آخره.
ما معنى تركيبتها الوراثية؟
حجرة لايكة هي حجرته، سريره من النيكل، ناصع البياض، عليه مساند بها رسومات بألوان زاهية وكتابة بلغة لا يعرفها، وبعض ملاءات التيل الغالية الثمن. أما مضجع لايكة فعبارة عن حوض متسع من الخشب المضغوط مفترش بمساند من الصوف عليها ملاءات من الحرير الناعم المختلط بالقطن. «نريدك أن تصبح جزءا من الأسرة»، سابا فتاة طيبة القلب، قالت إنها تعز لايكة، تحبها، وإذا أراد أن يكتسب ودها فعليه بحب لايكة ومعزتها. وعندما جاءته في تلك الأمسية ومعها لايكة أوصته خيرا بها، ثم أضافت: لايكة - كما قلت لك - حزينة جدا في هذه الأيام، ولقد سمعت بأذنيك بالأمس ما قاله طبيبها البيطري ... آه لو رأيتها وهي في كامل سعادتها، فقد كانت تملأ البيت حركة، نشاطا وشغبا لا حدود لهما، إن مخلوقا رقيقا مثلها حزنه أليم على أصدقائه وأحبائه.
وإذا استمر المرتب على هذا المنوال فبإمكانك يا جبارة ود جبر الدين أن تتزوج بعد ثلاثة أعوام فقط، لا بأس أن تقيم زوجتك مع أمك وأبيك هناك، ويكفي أن تعودها مرة واحدة في الأسبوع، والمصروف الذي يطعم أمك وإخوتك الصغار لا شك أنه سيسع زوجتك كذلك. آه إنه مبلغ كبير كبير، لا أكاد أصدق. هه، نحن نكره هؤلاء الأغنياء بغير سبب يذكر، فقط لأننا لم نرهم من الداخل، وفي ركن الحجرة المواجهة لسريره يقبع سرير لايكة وحوض استحمامها، وبالقرب منهما مقعد صغير صنع من الرخام لقضاء حاجتها، صنع خصوصا لهذا الغرض. «بابا جاء به من لندن.»
Bilinmeyen sayfa