التفتت السيدة فرأت آيريس وجهها. فور أن رأته، تراجعت في ذعر وصرخت.
قالت: «تلك ليست الآنسة فروي.»
الفصل السادس عشر
الشاهدة الرئيسية
بينما كانت آيريس تحدق في وجه السيدة الغريبة، عاد الظلام الدامس ليغمر عقلها. كانت قد حسبت أنها خرجت منه إلى نور الصبح، وكان قلبها لا يزال يطرب فرحا لنجاتها منه، لكنها انخدعت ببصيص من ضوء الشمس تسلل من فتحة بالسقف.
فالكابوس لا يزال مستمرا. كان الظلام يكتنفها؛ يخمد قواها العقلية ويربك حواسها. شعرت بأنها أسيرة كابوس لن ينتهي إلا إن بذلت قصارى جهدها للفرار منه.
الآنسة فروي. يجب أن تتشبث بالآنسة فروي. في تلك اللحظة، تذكرت فجأة وجهها الباهت بوضوح، ذلك الوجه الذي امتزج فيه النضوج والصبا الآسر، ذو العينين الواسعتين الزرقاوين، والملامح البسيطة التي جار عليها الزمن وأبهتها بعض الشيء.
كانت تقف أمامها محتالة، ترتدي حلية الآنسة فروي التويدية البيج. كان الوجه الذي يطل من تحت القبعة شاحبا، والعينان السوداوان يخلوان جميعا من أي تعبير. كان الوجه يبدو جامدا، وكأنما لا يقدر على البكاء، ولم يعرف الابتسام يوما.
استيقظت آيريس من كابوسها.
وقالت متحدية إياها: «أنت لست الآنسة فروي.»
Bilinmeyen sayfa