غير شاعرة بجمهورها، تحدثت آيريس إلى البروفيسور بصوت عال متحمس. «لقد خذلك شهودك الرائعون. هم الستة جميعا كاذبون. هم الستة.»
نظر إلى وجنتيها المتوهجتين بقلق بارد.
وسألها: «هل زاد ألم رأسك؟» «أنا على ما يرام، شكرا لسؤالك! وأستطيع إثبات أن الآنسة فروي كانت برفقتي؛ فقد رآها النزلاء الإنجليزيون الذين كانوا معي بالفندق. سنتواصل مع المجلس البريطاني عندما نصل إلى ترييستي ليتحفظ على القطار ويخضعه لتفتيش دقيق. سترى بنفسك.»
تحمست آيريس لانتصارها المرتقب. في تلك اللحظة شعرت كأنها ترى علم الاتحاد الملكي يرفرف فوقها وتسمع أنغام النشيد الوطني.
ابتسم البروفيسور في صبر كئيب.
قال مذكرا إياها: «أنا أنتظر أن تقنعيني.» «إذن ستقتنع.» التفتت آيريس لتجد نفسها أمام السيد تودهانتر. سألته بثقة: «ستساعدني في إيجاد الآنسة فروي، أليس كذلك؟»
نظر إليها مبتسما مجاريا إياها، لكنه لم يرد على الفور، بل توقف تلك الوقفة القصيرة المتريثة التي تميز أبناء مهنته.
ثم قال لها: «سيسرني أن أساعدك، لكن، من تكون الآنسة فروي؟» «هي معلمة خاصة إنجليزية مفقودة من القطار. أنت حتما تذكرها. لقد استرقت النظر من نافذة مقصورتك فنهضت أنت وأسدلت الستار.» «هذا بالضبط ما كنت لأفعله في مثل ذلك الظرف، غير أنه في حالتنا تلك لم يحدث ذلك الظرف؛ فلم تشرفني أي سيدة بالتلصص علي من نافذة مقصورتي.»
كانت كلماته مفاجئة لدرجة أن آيريس شهقت بقوة كأنها تهوي في الفراغ.
وقالت مندهشة: «ألم ترها؟» «كلا.» «لكن زوجتك نبهتك إلى وجودها. لقد تضايق كلاكما منها.»
Bilinmeyen sayfa