كانت تقدر شعور التملك ذلك؛ لأنها وحتى عيد مولدها الأربعين، كانت تقضي عطلتها السنوية برفقة زمرة من النساء العزباوات الأخريات. منذ أن أنهت دراستها المدرسية، كانت تكسب عيشها من الاشتغال بالتدريس، حتى حدثت المعجزة التي لم تمنحها زوجا فحسب، بل منحتها ابنا أيضا.
كانت هي وزوجها مغرمين بطفلهما لدرجة كانت تجعل القس يخشى أحيانا أن حبهما الشديد له قد يطمع فيه القدر. في الليلة التي سبقت مغادرتهما لقضاء عطلتهما، عرض عليها اتفاقا.
قال موافقا، وهو ينظر إلى الطفل الغافي في مهده: «أجل، هو طفل جميل، لكني أشرف بقراءة الوصايا العشر للناس. وأتساءل أحيانا ...»
قاطعته زوجته قائلة: «أعرف ما تعنيه. الوثنية.»
أومأ برأسه.
وقال معترفا: «أنا مذنب مثلك؛ لذا أنوي أن أؤدب نفسي. مقامنا بين الناس يتيح لنا فرصا مميزة للتأثير على الآخرين. يجب ألا نحيد عن الطريق، بل علينا أن نرتقي بشتى جوانب طبيعتنا البشرية. إن كانت تلك الرحلة فستفيدنا بشيء ، فسيكون ذلك تغييرا ذهنيا تاما يا عزيزتي، ما رأيك أن نتفق على ألا نقتصر في حديثنا عن جابريال أثناء رحلتنا؟»
وافقته السيدة بارنز، لكن الوعد الذي قطعته لم يمنعها من التفكير فيه طوال الوقت. تركاه في رعاية جدته الكفء، لكنها مع ذلك كانت قلقة على صحته لدرجة جنونية.
فيما كانت تعد الساعات المتبقية على رجوعها لابنها، وفيما كانت الآنسة فلود-بورتر تبتسم متطلعة لرؤية حديقتها، كانت الآنسة روز تتابع تسلسل أفكارها الأصلي؛ فهي دائما ما تظل تفتش وراء الحقائق حتى تكشفها.
قالت: «أنا لا أفهم كيف يمكن للمرء أن يكذب، إلا إن كان شخصا مسكينا يخشى أن يطرد من عمله. لكن ... أمثالنا! نعرف امرأة ثرية تتباهى بتقديم إقرارات غير حقيقية في المراكز الجمركية. ذلك انعدام مطلق للأمانة.»
بينما هي تتحدث، ظهرت آيريس عند بوابة حديقة الفندق. بذلت قصارى جهدها كي تتفادى الجمع الجالس حول الطاولة، لكنها لم تستطع تفادي سماع ما يقال.
Bilinmeyen sayfa