سأله البروفيسور بحذر: «ماذا تقترح؟»
أجاب الطبيب: «أقترح أن تقنعها بتناول مخدر غير مؤذ أعطيك إياه.» «ستعارض ذلك.» «سيتعين إذن أن تتناوله عنوة.» «هذا مستحيل. لا يسعنا التحكم في أهوائها.» «ربما تستطيع إذن أن تلجأ للحيلة لجعلها تتناوله.»
ظل البروفيسور صامتا بعناد، فهم الطبيب بالنهوض عن الطاولة.
قال: «أؤكد لك أن على عاتقي ما يكفي من المسئوليات فيما يخص مريضتي، لكني شعرت أن من واجبي تحذيركما؛ فقد أقسمنا نحن الأطباء على خدمة الإنسانية، سواء تقاضينا أجرا لقاء ذلك أم لا، لكن بعد أن شرحت لكما الوضع صار بإمكاني أن أترك لكما القرار؛ فقد أرحت ضميري.»
كان الطبيب على وشك المغادرة بكرامة عندما ناداه هير. «لا تذهب يا دكتور. أنا أشاطرك الرأي بخصوص ذلك الأمر، فلدي تجربة شخصية مع الأوهام والارتجاج الدماغي.» ثم التفت بحماسة إلى البروفيسور وقال: «ألا يمكننا أن نتدبر حيلة ما للقيام بذلك؟»
تمددت شفة البروفيسور العلوية تعبيرا عن الاعتراض.
وقال: «لا يسعني أن أكون طرفا في أمر كهذا. سيكون التدخل في حرية الآنسة كار أمرا مقززا، فهي حرة نفسها.» «إذن أنت تفضل الالتزام بما يمليه العرف والوقوف متفرجا بينما تفقد صوابها؟»
ابتسم البروفيسور ابتسامة لاذعة.
قال لهما: «في رأيي، هي ليست معرضة لذلك الخطر على الإطلاق. لدي خبرة بخصوص مثل تلك الحالات، فأنا بحكم مهنتي أتعامل مع شابات مضطربات عصبيا، وأرى أن الآنسة كار تعاني حالة هيستيرية لا أكثر.»
سأله هير: «ماذا تقترح إذن؟» «أظن أن صدمة علاجية من شأنها أن تعيدها إلى صوابها.»
Bilinmeyen sayfa