قال له: «أنا آسف على إبقائك أكثر، لكن لدينا هنا سيدة شابة تعتقد في أمور مريعة. يجب أن نحاول إقناعها بأنها متوهمة.»
سار إلى جسد مريضته المغطى، ورفع طرف إحدى البطانيات كاشفا عن ساقين مهندمتين، وسألها: «هل تميزين ذلك الجورب أو ذلك الحذاء؟»
هزت آيريس رأسها نفيا وهي تنظر إلى الجورب السميك الحريري، والحذاء الرسمي البني ذي الإبزيم الواحد الذي يرتفع عنقه إلى الربلتين.
قالت: «أنت تعرف أني لا أميزهما، لكن ربما كان حظك أفضل إن رفعت ضمادة واحدة فحسب وسمحت لي أن أرى وجهها.»
قطب الطبيب وجهه في ذعر، وقال: «أها، أرى أنك لا تدركين الوضع. علي أن أخبرك بأمر غير سار. أصغي إلي.» نقر بطرف إصبعه جبهة المريضة الملفوفة بالضمادات. «ليس ثمة وجه تحت ذلك على الإطلاق. لا وجه. بل مجرد كتل من اللحم المكشوف. ربما تمكننا من منحها وجها جديدا تماما إن حالفنا الحظ. سنرى.»
تحركت أنامله وحامت لبرهة فوق الضمادات التي تغطي عيني المريضة، ثم قال: «ما زلنا ننتظر حكم طبيب العيون بشأن هاتين العينين. حتى ذلك الحين، لا نجرؤ على تعريضهما لمجرد ومضة من الضوء. ربما يكون قد أصابها العمى الكلي؛ فإحداهما تحولت إلى عجينة، لكن العلم بإمكانه أن يصنع المعجزات.»
ابتسم لآيريس وتابع حديثه. «لكن أبشع إصابة هي إصابة الدماغ، لكني سأعفيك من وصفها؛ فالغثيان يبدو عليك بالفعل. أولا، علينا أن نعالج تلك الإصابة. بعدها نهتم بباقي الإصابات. هذا إن ظلت المريضة على قيد الحياة.»
قالت له آيريس: «أنا لا أصدقك. تلك كلها أكاذيب.»
قال الطبيب بنبرة هادئة: «في تلك الحالة، بإمكانك أن تقنعي أنت نفسك. ما عليك سوى أن تنزعي إحدى تلك الضمادات اللاصقة عن وجهها لتتأكدي، لكن حذار، فإن فعلت فسيبدأ النزيف مجددا وستموت المريضة على الفور بفعل الصدمة. ستدانين أنت بجريمة قتل وتعدمين شنقا، لكن لأنك واثقة تماما من الوجه الذي سيطالعك من وراء تلك الضمادات، فلن تترددي. هلا نزعت تلك الضمادة؟»
شعرت آيريس بأصابع هير تقبض على ذراعها بينما وقفت مترددة. أنبأها حدسها بأن الطبيب يمارس خدعة، وأن عليها أن تنتهز أي فرصة وإن كانت الأخيرة لإنقاذ حياة الآنسة فروي.
Bilinmeyen sayfa