تابع هير قائلا: «علي أن أذكرك أن القس أكد أن الآنسة كومر هي السيدة التي أرسلت في طلب الشاي له ولزوجته. أنا لست محايدا لأن جميع أعمامي وآبائي قسيسون، ولأني قابلتهما أثناء الإفطار، لكن كونه من رجال الكنيسة يعني ضمنيا أنه صاحب أخلاق رفيعة؛ فنحن نصر على أن يتحلى القسيسون بمعايير أخلاقية تفوق معاييرنا نحن، بل نمتحن ذلك فيهم بشدة، وأنت حتما لا تنكرين أنهم غالبا لا يخيبون آمالنا فيهم.»
تمتمت آيريس: «هذا صحيح.» «كما أن هذا القس يملك وجها نزيها للغاية. وجه رجل دين صالح.»
ثم قالت آيريس مذكرة إياه: «لكنه لم ير الآنسة فروي قط. لقد كان يتكلم نيابة عن زوجته.»
انفجر هير ضحكا وقال: «لقد أقنعتني. حسنا، هذا يبين كيف يمكن للمرء أن يزل؛ فقد تولى هو الحديث بحكم العادة، فجعلنا جميعا نعتقد أنه هو الشاهد.»
قالت آيريس مقترحة باستبشار: «إن أخطأت بشأن أمر، فمن الممكن أن تكون مخطئا بشأن آخر.» «هذا صحيح. لنراجع الأمر مرة أخرى. أنت تقترحين أن البارونة تخلصت من الآنسة فروي - لا يهم كيف - وأن الركاب الآخرين يدعمونها؛ كونهم من السكان المحليين وبدافع رهبتهم لتلك العائلة. أنت محقة حتى تلك النقطة؛ فهذا ما سيفعلونه.»
قالت آيريس: «لكنها تبدو خطة غير محكمة على الإطلاق؛ أن تلبس سيدة لا تشبه الآنسة فروي ملابسها، وتنتحل شخصيتها.»
قال هير مفسرا: «لكن ذلك الجزء ارتجل في اللحظة الأخيرة. لا تنسي أنك أفسدت خطتهم عندما اقتحمت المقصورة في اللحظة الأخيرة، وعندما أثرت ضجة بشأن الآنسة فروي. في البداية أنكروا وجودها، فلم تكوني سوى مجرد أجنبية لا يقيمون لها وزنا ؛ لذا ظنوا أن بإمكانهم الإفلات بفعلتهم، لكن عندما ذكرت أن ثمة إنجليزيين غيرك رأوها، اضطروا لأن يأتوا بمن تحل محلها، ويركنوا إلى الحظ في ألا يكون أصدقاؤك قد سمعوا بمدرسة بيلمان لتعزيز الذاكرة.»
كان يتحدث عن الآنسة فروي وكأن وجودها أمر واقعي، وكان ذلك أمرا جديدا على آيريس بعث على الراحة، فحادت أفكارها إلى مسار آخر.
سألته: «ألا تستطيع جعل خصلة الشعر تلك تستوي؟»
أجابها: «كلا، لم يفلح معها اللين ولا الشدة. هي مصدر شقائي الخفي، لكن شكرا لك؛ فتلك هي بادرة الاهتمام الأولى التي تبدينها تجاهي.» «ألا تجد أن الآنسة فروي كانت سببا في زيادة القرب بيننا؟ ألا ترى أنك أنت أيضا تعتقد بوجودها.» «حسنا، ليس إلى ذلك الحد، لكني وعدتك أن أصدقك - حتى إن كان موقفك كتلك الفتاة ذات الرموش الاصطناعية - وأن أقف في صفك ضد السيدات ذوات معاطف «بيربري» أمثال الآنستين فلود-بورتر. في تلك الحالة، يجب أن نقبل بوجود مؤامرة، خطط لها الرأس المدبر، ونفذتها قريبته البارونة ومتورط بها الطبيب، للتخلص من الآنسة فروي؛ لذا بطبيعة الحال، هذا يمحو كل الأدلة.»
Bilinmeyen sayfa