أولئك ثم جمع الأموال، وأوثق الأحمال، ومال راجعًا إلى سمرقند بما قد نال وكم بين هذه الأمور والقضايا، من دواه وبلايا، وأخبار وحكايات وتجهيز سرايا، وتولية وعزل، وإبراز هزل في صورة جد وجد في صورة هزل، وبناء وهد، وصد ورد، وتعمير غامر، وتخريب عامر، وتهان وتعاز وانحراف وتواز ومباحثات مع علماء، ومناظرات مع كبراء، ورفع وضعاء ووضع شرفاء، وتمهيد قواعد، وتقريب أباعد، وتبعيد أدان، وبروز مراسيم إلى كل قاص ودان، إلى غير ذلك مما لا يكاد يحصر، ولا يضبط بديوان ولا دفتر
ذكر ضبطه طرف المغل والجتا
وما صدر منه في تلك الأماكن وأتى
ولما وصل إلى سمرقند أرسل ابن ابنه محمد سلطان بن جهانكير، مع سيف الدين الأمير، إلى أقصى ما تبلغ إليه مملكته، وتنفذ فيه كلمته، وهو وراء سيحون شرقًا سوا، أخذًا في نحور ممالك المغل والجتا والخطا نحوًا من مسيرة شهر، عن ممالك ما وراء النهر، فمهدوا هناك الوهد واليفاع وبنوا في جملة من القلاع، وأقصاها بلد يسمى اشبارة فبنوا فيه حصنًا حصينًا معدًا للنهب
1 / 70