ذكر دقيقة تصدت فجلت ونقضت ما أبرمة شاه
منصور من عقد حين حلت
فبينا هو عند باب المدينة جائز نطرته سعلاة من مشؤومات العجائز، فبدرته بالملام وآذته بالكلام ونادت بلسان الاعجام انظروا إلى هذا " تركس بحرام " رعى أموالنا وتحكم في دمائنا وفارقنا أحوج ما نحن إليه في مخاليب أعدائنا، جعل الله حمل السلاح عليه حرامًا ولا أنجح له قصدًا ولا أسعف له مرامًا، فقدحت زناده وجرحت فؤاده، وتأججت نيران غضبه، وأحرق أكداس تدبره شواظ لهبه وثارت نفسه الأبية، وأخذته حمية الجاهلية حتى ذهب لب ذلك الرجل الحازم، وغلط فأمسى وهو لغلطه ملازم، فثنى عنان عزمه، وكز أسنان أزمه، وأقسم لا يبرح عن المقاومة، ولا يرجع في مجلس القضاء ملازمة المصادمة، ويجعل ذلك دأبه صباحًا وعشاء، إلى أن يعطي الله النصر لمن يشاء ثم قابل، ورتب أبطاله وقاتل وكان في عسكر شاه منصور أمير خراساني مباطن لتيمور، يدعى محمد بن زين الدين من الفجرة
1 / 57